سلام عليكم
معذرة على طرح أكثر من موضوع في فترة قصيرة.
قبل سبع سنوات تقريباً، فصلت من المدرسة بسبب غيابي المتكرر، سردال في ذلك الوقت كان شخصاً فاشلاً تماماً، لأنني رسبت في المدرسة للمرة الرابعة، لا طموح لدي سوى العمل والراتب، لا علم ولا ثقافة ولا معرفة ولا حتى مال! وبما أنني فصلت من المدرسة في الفصل الدراسي الأول، فقد كان لدي وقت طويل جداً، قررت أن أستغله في الفائدة، بدأت بشراء الكتب على أنواعها، وبدأت في شراء مجلات الحاسوب، وقد كان ما يصلني من مال ينفق أغلبه على الكتب والمجلات، ويبقى القليل منه لأمور شخصية.
كنت أرى الشباب يشترون الهواتف النقالة ويلبسون أحسن الثياب، لكنني قررت ألا أنفق ما لدي من مال قليل على مثل هذه الأمور، أما الوقت، فبعض أصدقائي يقول لي: "أنت فارغ 24 ساعة" وهذا خطأ، لا يوجد إنسان فارغ إلا إذا قرر هو أن يكون فارغاً، التحقت بالدراسة المسائية وهذا يعني أنني كنت مشغولاً كحال كل الناس إما في الدراسة أو العمل أو كلاهما، لكن لماذا كنت أنجز الكثير وأرى غيري يشتكي من ضيق الوقت؟ هل لأنني أنا الفارغ الوحيد في الدنيا أم أن الناس لا يحسنون استغلال أوقاتهم؟
في السنوات السبع الماضية وعلى ما لدي من مال قليل، أنفقت على مكتبتي ما يقارب 10 آلاف درهم، و20 ألف درهم على المجلات (مجلات الحاسوب بشكل أساسي)، كان بإمكاني أن أشتري حاسوباً وأتجمل بأحسن الثياب، وأنفق ما بقي من المال في اللهو، لكنني لم أفعل، كذلك الأمر مع الوقت، كان بإمكاني أن أذهب في رحلات أو أضيع وقتي في المراكز والتسكع لكنني لم أفعل ولا أريد أن أفعل.
الآن حاسوبي الحالي مجمع من قطع قديمة، وقد أنفقت بعض المال لشراء شاشة جديدة وذاكرة، أما موقعي فقد أعطاني المساحة أخي واشترى لي العنوان، لأنني لا أملك حتى تكلفة الاستضافة، كل هذا بتوفيق من الله، فالحمدلله على كل نعمة.
حسناً، لماذا أقول كل هذا؟ لأنني وباختصار، رأيت من يشتكي من الظروف التي تمنعه من فعل كذا وكذا، حقيقة من أراد أن يحقق هدفاً وسعى له وتوكل على الله حق التوكل، فإنه سيصل إلى هدفه، التذمر والشكوى لا يجديان، تحرك ... إفعل أي شيء، المهم أن تحاول بجد أن تفعل كل شيء تستطيع أن تفعله، فإذا لم يتحقق هدفك فقل: قدر الله وما شاء فعل، أما الشكوى فلن تنفع.
رسالة لمن كان له قلب.