السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، الحمد لله على كل حال ، و امل من الله ان يتم علينا نعمتي الصحة و التقوى و يلزمنا الصواب و يلهمنا رشدنا انه ولي ذلك و مولاه .
كنت و لازلت في مرض نسأل الله ان يفرج عنا و عنكم و عن سائر مرضى المسلمين و يجعله مغفرة للذنوب و زيادة في الدرجة و الاجر و ان يجزل المثوبة لاخونا ياسر الذي قام بالكتابة عن ذلك في موضوع سابق سررت جداً بمتابعتكم له و بقراءة الردود .
و اعتذر ابتداءً من الزميلين القديرين العزيزين محمد الثقفي و محمد الفارس على تقصيري معهما و لم يقصرى معي ايضاً في قبول العذر الذي حال بيني و بين شيئاً كان بيننا و لازال و الحمد لله .
و حتى لا اعود و العود احمدي خالي الوفاض فهذه مقالة تقنية بنكهة دينية استل فيها بعض الحكم التي تدبرتها و انا اطلع بعين ثاقبة الى المشاريع العربية التي تتخبط بين الفينة و الاخرى مع حفظ الفضل لاهله .
ان من الاسس التي بنيت عليها الدنيا منذ فطرها الله و اعلم الملائكة بخلقها و جعلها من السنن التي لا يجامل فيها احد من خلقه و لو كان نبياً مرسلاً او ملكاً مقرباً انه من جد وجد و من حصد زرع {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً} لم تقع الآية في قلبي بحق الا و انا اقرأها في احد كتب تنمية الذات ، فلو كان الانسان لا يؤمن بالله و جد في طلب شيء فسيوفق اليه و ينجح فيه ! و لعل هذا يحل اشكالاً عميقاً لدينا لماذا هم ينجحون رغم انهم لا يؤمنون و نحن نفشل رغم اننا مؤمنون .
ان العيب ليس في سنة الله التي سنها و جعل مدارج الحياة تسير عليها ، بل بقدر تعاطينا معها و فهمنا لدلالتها العميقة في نفوسنا ، اننا بصراحة بدل ان نجمع بين الاخذ بالاسباب و التوكل جمعنا بين التقاعس و التواكل ، فلا نبذل جهداً و لا نستفرغ وسعاً في طلب العلو في امورنا صغيرها و كبيرها و لعل هذا هو المشكل بل هو المشكل قطعاً . و نحن في موقع تقنية لا يصلح لنا الاستدلال الا بالامثلة التقنية ، فلو رجعنا لقصة ستييف جوبز في حياته الخاصة و هي منتشرة على اليوتيوب في محاضرة القاها في احدى الجامعات الامريكية انه كان بوذياً و يسير يوم الجمعة من كل يوم في الاسبوع سبعة اميال لاحد المعابد مقابل ان يحصل على وجبة مجانية ! و اما معاناته في انشاء شركته و تحصيل معاشه فحدث و لا حرج هذا و ليس له ما يصبره في امر دنياه الا طلب الغنى عكس ما لدينا نحن من الاجر و غير ذلك .
نجد المشاريع العربية على ابشع صورة يمكن ان يتخيلها الواحد منا ، فلا تنسيق جيد بين اطراف العمل و الواحد يحسد الاخر و يرميه باشنع ما يمكن ان يقال رغم ترديدنا لقول ربنا {إنما المؤمنون إخوة} لكن الاخوة تفقد معناها عندما تتجاوز الايمان الى المصالح الخاصة بين الاطراف المتنازعة ! عكس المواقع الاجنبية تجد الموقع يعتمد على الاخر و يبرم صفقات و يعقد عقود مقابل ان يقدم للمستخدم خدمة على جودة عالية يحترم فيها الطرف الشريك و المستخدم على حد سواء .
اما اذا جئت لتنشئ مشروعاً جديداً فبدل ان تجد من يعينك على ان تقف على رجليك لاتجد الا من يقطع ساقيك بالنقد قبل ان يكون شيء يستحق النقد ، فيا اخوان استعينوا بالله و اعينوا انفسكم على تقديم مشاريع مشرفة بقليل من الجهد و كثير من التوكل و لن يخذل الله من قصد وجهه الكريم ، لا فصل بين التقنية و الدين كما يقول زمرة من الناس !
و في الاخير امل ان نجد مجموعة من المشاريع تخرج من البيضة و تكسر بوثقة الصمت التي تحشرج في صدور اصحابها ليعلنوا عن عقدهم النية في تقديم المزيد من المواقع التقنية العربية الهادفة بشكل رقراق و جميل يقدم المطلوب و يحصل المرغوب ، فيجب عليك ابتداءً ان تقدم ما يحتاج المستخدمون قبل ان تفكر ان تحصل ما تحتاجه انت من المال ففاقد الشيء لا يعطيه . فمن كان ذا فكرة فلا يبخل بفكرته و من كان ذا مال فلا يبخل بماله و ليتفق هذا مع ذاك و في الاتحاد قوة و الله من وراء القصد ، اقول اوا يرزق ربنا الكفار و ينسى من علم الناس توحيد العزيز الغفار .