[
جدة: حسن السلمي، نجلاء الحربي
صادر عدد من أئمة المساجد في جدة وبعض المصلين منشورات التوعية التي توزعها وزارة الصحة في مختلف الميادين والشوارع والأسواق وحول المساجد عن طريق متطوعين، يطلق عليهم اسم "مثقفون صحيون" من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية.
وبالرغم مما تتضمنه هذه المنشورات من معلومات مهمة حول فيروس أنفلونزا الخنازير، وطرق الوقاية منه، واكتشاف المصاب، والإجراءات المهمة في علاج المصاب، ووسائل انتقال الفيروس إلا أن هؤلاء الأئمة والمصلين احتجوا بوجود بعض الصور والرسومات، التي ذكروا أنها من "ذوات الأرواح" على حد تعبيرهم.
وتعالت أمس أصوات بعض المصلين وعدد من المثقفين الصحيين "المتطوعين" حول أحد مساجد حي الرغامة شرق جدة بعد انتهاء صلاة التراويح مما استدعى تدخل عدد من المصلين للسيطرة على الموقف. واكتشف أن بعض المصلين قد تلفظوا بألفاظ نابية على المتطوعين الصحيين، رغم أنهم يعملون بلا أجر.
وأكد بندر المطيري أحد المتطوعين، أنه تلقى أمس كلمات جارحة من بعض المصلين الذين بدأوا مباشرة في مصادرة المنشورات التي تم توزيعها على عدد من المارة، وأنهم ذكروا أنه لا يجوز توزيعها حول المساجد لاشتمالها على صور "ذوات أرواح" على حد قولهم.
وقال أحمد الغامدي "مثقف صحي" في حيي السليمانية والمطار القديم، إنهم واجهوا نفس الضغوط والشتائم من قبل بعض الأئمة والمصلين، وإن أحد الأئمة طالب عبر مكبرات الصوت أي مصل يحمل معه هذه المنشورات أن يخرجها خارج المسجد لاحتوائها على صور.
وعلى الرغم من ذلك، تواصل وزارة الصحة جهودها لتوعية المواطنين والمقيمين في محافظة جدة والمدن والقرى التابعة لها، بأهمية وكيفية تجنب الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير، بالإضافة إلى توضيح ونشر الأعراض والعلامات الدالة على الاشتباه أو الإصابة الفعلية بالمرض، وذلك وفق الخطة التوعوية المرسومة من قبل وزارة الصحة المتمثلة في البرنامج الوطني لمكافحة المرض.
وأوضح مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي باداود، أن إدارته أنهت طباعة نصف مليون مطبوعة توعوية من خلال تعاون بعض القطاعات الخاصة. وتم توزيع أكثر من 450 ألف مطوية من خلال إدارة الرعاية الصحية الأولية ومراكزها الصحية. وأشار باداود إلى أنه تم تزويد مركزي المراقبة الصحية بكل من مطار الملك عبدالعزيز وميناء جدة الإسلامي بمجموعة كبيرة من هذه المطبوعات والاستاندات التوعوية، كما تم توزيع كميات مماثلة في المساجد، بالإضافة إلى تخصيص 6 مراكز تجارية كبيرة بجدة نظراً لكثافة عدد الزائرين والمتسوقين فيها.
وأكد باداود أن المتطوعين لتوزيع المطبوعات والمطويات هم من طلاب الكليات والجامعات، وأنهم تطوعوا للعمل التثقيفي لمساعدة الناس في الوقاية من أنفلونزا الخنازير، وطرق مواجهتها.
وأشار إلى أن إدارة الرعاية الصحية بالمنطقة استقطبت عددا كبيرا من الطلاب المتطوعين، وأجرت لهم دورات تدريبية على أساليب التثقيف الصحي، وكذلك دورات تدريبية حول أنفلونزا الخنازير كي يتمكنوا من الإجابة على استفسارات الناس حول هذا الفيروس، وأنهم سيقومون بتوزيع هذه المنشورات التثقيفية، والإجابة على أي تساؤلات حولها. وشدد الدكتور باداود على أن هذه حملة تثقيفية لعامة الناس، وربما يصادفها المثقف وغير المثقف، وأن هناك أناسا يتقبلون هذه المنشورات التوعوية، ويسهمون في نشرها، وتعميم فوائدها،
وآخرون ربما لا يتقبلونها نهائيا لأي أسباب أخرى.