عبدالله الرويشد··
ليس أول فنان يتم إتهامه بالكفر والفتوى بإهدار دمه وأعتقد أنه لن يكون الأخير في هذا المضمار·· وخلال عام واحد كان إتهام كل من مارسيل خليفة وعاصي الحلاني وطلال سلامة وأخيراً الرويشد بالكفر، وتم تبرئة مارسيل ومازالت قضية عاصي وطلال معلقة لتأتي الفتوى بإهدار دم الرويشد للتغطية والتعتيم على كل منهما بعد أن نسي الناس أمرهما وانشغلوا بأمره·
وإذا كنا لا نقبل التطاول أو الإساءة للدين الإسلامي وأي من الديانات السماوية من قبل أهل الفن، فإننا أيضاً نطلب إبراز مستندات إدانتهم قبل التشكيك في عقيدتهم، ولكن ما حدث للفنان عبدالله الرويشد يتنافى مع ذلك حيث صدرت الفتوى بإهدار دمه بناء على رسالة تلقاها الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي من مصدر لم يكشف عنه يدعي فيه أن الفنان المذكور قد تغنى بسورة الفاتحة وهو ما نفاه الرويشد بقوله حاشا لله واستغفر الله·· لم أغن سورة الفاتحة ولا غيرها من آيات الذكر الحكيم·· فأنا بمقدار خوفي من الله سبحانه وتعالى أحترم وأقدر مشايخ ديننا الحنيف وأحترم مكانتهم ·· وإذا كان من أرسل هذه الرسالة قد تم تصديقه فلا أدري موانع تصديق عبدالله الرويشد الذي أكد مراراً احترامه للدين الإسلامي وعدم امكانية ارتكابه لهذا الفعل غير المقبول·
إن تاريخ عبدالله الرويشد الفني والانساني لا يتضمن مواقف أو سلوكيات يمكن من خلالها التشكيك في عقيدته، والغريب أنه علم بالفتوى الصادرة ضده وهو عائد من الأراضي المقدسة بعد أدائه للعمرة!·
وإذا كان الرويشد ينفي عن نفسه التهمة فلا أدري أسباب هروبه إلى خارج الكويت والفرار إلى الولايات المتحدة الأميركية خوفاً من القتل، وكان ينبغي عليه أن يواجه الموقف ويثبت براءته ويؤكد تمسكه بدينه بدلاً من هذا السلوك الذي يدينه ولا يخدم موقفه·
إن ما يحدث للفنانين العرب من تشكيك في عقيدتهم وإهدار لدمائهم أمر قد يثير الكثير من البلبلة وخصوصاً أنه لم يثبت صدق أي من التهم التي تم توجيهها إلى أي منهم حتى الآن·· فهل من نهاية لهذا المسلسل المزعج للجميع؟!·
جريدة الاتحاد ...