الموهبة كما يعرفها الكثير من المختصين أنها قدرة أو استعداد فطري لدى الفرد، فيما يعدها آخرون سمات معقدة تؤهل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض المهارات والوظائف، فالموهوب هو الفرد الذي يملك استعداداً فطرياً وتصقله البيئة الملائمة .
والمملكة العربية السعودية حباها الله بالعديد من المواهب التي برزت وتمكنت من حصد العديد من الجوائز في مجالات مختلفة من بينها وسائل التقنية الحديثة.
ويعد سلطان عبدالله الوهيبي إحدى تلك المواهب، حيث تمكن من تحقيق إنجاز عالمي في المسابقة الدولية للمهارة المهنية، التي أقيمت أخيراً في مدينة نومازو في محافظة شيزوكا في اليابان، وذلك عندما حقق ميدالية أفضل لاعب في مجال "تصميم وبرمجة صفحات الانترنت"، التي تستخدم في تصميم المواقع الإحترافية، من بين مجموعة من المتسابقين ينتمون إلى أكثر من 50 دولة على مستوى العالم، تنافسوا من خلال 40 مهارة حاسوبية من بينها تكنولوجيا تصميم الرسومات، تطبيقات البرمجيات، تكنولوجيا السيارات، وغيرها.
وجاء ترشيح سلطان عبدالله الوهيبي الطالب في كلية الإتصالات وتقنية المعلومات إلى المسابقة من خلال مسابقة الماراثون الحاسوبي التي نظمتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في الرياض، حيث تمكن من اجتياز تلك المسابقة بعد الخضوع لاختبارات استمرت لمدة ستة أشهر اختير بعدها لتمثيل المملكة في هذا المجال.
وفي اليابان خضع المشاركون إلى اختبارات امتدت لأربعة أيام، بحيث يجرى كل يوم اختبار تكليفي مدته تتجاوز أربع ساعات يتم بعده تقييم المشاركين وفق معايير خاصة.
وفي يوم الختام جاءت البشرى للشاب سلطان، التي تحققت بفضل من الله ثم اجتهاده وإبداعه في المجال الذي برز من خلاله على مستوى بلده، حيث حصل على ميدالية أفضل لاعب من بين العديد من المشاركين في المسابقة.
وقال الوهيبي : لم أكن أتصور أن أحوز على ذلك الإنجاز خصوصا والمسابقة تقام في اليابان البلد الذي تميز شعبه بالإبداع في مجال تقنية الحاسب الآلي فضلا عن مشاركة العديد من المتنافسين من شتى بقاع العالم. كنت أعتقد في بادئ الأمر أنني أعيش في حلم جميل، إلا أن تكريمي بميدالية المركز الثاني أثبت بما لا يقطعه الشك أننا كسعوديين وعرب موجودين على خريطة الإبداع الحاسوبي، بل إننا منحنا الوفود فرصة لأن يغيروا نظرتهم السوداوية عنا من خلال أخلاقنا العالية وإبداعنا في مجال يظنه الكثيرون حكراً على شعوب دون أخرى.
ويضيف كان طموحي للفوز عالياً منذ قدومي إلى اليابان، لكن لما التقيت بمشاركين أوروبيين وآخرين من مختلف العالم، وهم يتفاخرون باستعدادهم لهذا الحدث منذ ما يزيد على العام ونصف العام، وأنني لم أتدرب إلا أيام قليلة فقط، هنا شعرت بخوف غلب تفكيري وجعلني محبطاً جداً، لكن وبعد أن بدأت المسابقة سرعان ما وجدت نفسي منافساً شرساً بعد أن استشعرت الثقة التي منحت لي من قبل المسؤولين في بلادي، فخلعت عباءة الخوف والتردد والشعور بالنقص وبدأت في التحرك نحو أسمى هدف وهو رفع اسم وطني في هذا المحفل العالمي.
وعند إعلان النتائج تقدم الشاب الموهوب سلطان بزيه الوطني يرفع علم بلاده وهو يزهو بفخر واعتزاز بإنجازه، الذي ساهم من خلاله في رفع اسم المملكة في تلك المسابقة، ليثبت مدى الإمكانات التي يتميز بها أبناء المملكة
نقلاً من الرياض