مئات السيارات، آلاف البشر، ولا حديث إلا عن مسابقة "الترهيم". وهي طريقة يستخدمها بعض السعوديين في تعديل مواصفات السيارات لتكون أكثر قوة وتحملا من أجل أن تروي ظمأ هواياتهم. في نفود "أم دباب" في القصيم، يوجد أحد أشهر الأماكن وأكثرها تجمعا سنويا بالقرب من نفود "صعافيق" التي تبعد عن أم سدرة الواقعة على طريق الرياض ـ القصيم السريع 20 كيلو مترا جنوب غرب، وهي منطقة رملية ووعرة تتميز بجمال طبيعتها وجمال الكثبان الرملية. هنا لا حديث إلا عن "الربع" أو "الشيروكي" أو "اللاند" أو نوعيات من الدراجات النارية، بعد أن حولها الشباب إلى تصاميم جديدة غير التي وردت بها من صانعها الأصلي.
كل شيء في هذا اليوم، يلفت الانتباه، الأعداد الكبيرة كيف رتب لها، من المسؤول عنها، من أبلغها بالموعد، كيف تحسم النتائج، وما القوانين، وأسئلة أخرى . سألت عن "أم دباب" التي تكثر فيها أشجار الغضى، وأرجع أحد مرتادي أم دباب سبب التسمية إلى كثرة السراديب بين آبار المياه القديمة، مشيرا إلى أن الاسم قديم وليس حديثا.. فإلى التفاصيل:
اتجهنا صوب مخيم أحمد علي الصمعاني الذي كان أشبه بورشة متحركة، وعند الوصول واكتشاف الصمعاني وجود "الاقتصادية" أبدى صدمته من الصحف المحلية وما نقلته عن هوايتهم من أنها فقط لعب. وأكد أن الجميع لم يتطرق إلى خفايا الهواية وما تضيفه العقول من مميزات وإضافات تتناسب وطبيعة الأرض، موضحا أن هذه الهواية عندما تجد العناية يمكن أن تكون نواة لصناعة قوية في مجال السيارات ذات القدرة الفائقة.
وبين الصمعاني أن العديد من "المرهمين" يعملون بأيديهم وبنتائج فكرهم. وبين الصمعاني أنه صمم ثلاث سيارات تمت تجربتها خلال الأعوام السابقة. وأشار إلى أن ما ينوي تجربتها هذه السنة أمام الجمهور تعد التجربة الأولى لها رسميا.
الغاز الطبي :
وأضاف الصمعاني أن أشهر ما يقوم به المرهمون هو إضافة الغاز الطبي لسياراتهم حيث يعطي السيارة قوة ودفع بقوة والصعود بها، وهناك تغيير المحرك كاملا أو إضافة بعض القطع للمحرك ليكون قويا ذا قوة خارقة. وكذلك العمل على إضافة التعليق للسيارة وتغيير اليايات أو إضافة بساتم.
وأضاف الصمعاني أن تغيير المكينة وإضافة القوة لها أمر أصبح في غاية البساطة لدى المرهمين وهواة إضافة القوة للسيارة حتى تستطيع تسلق الرمال بسهولة، وتظهر قوة المرهم ونجاحه في الميدان أمام الجمهور الغفير الذي بالتأكد يستمتع بمنظر ما تنتجه أيدي المرهمين، مبينا أن جمهور هذه الهواية في تزايد مستمر.
واستطرد الصمعاني أن وسائل السلامة هي أهم ما يضيفه المرهم في سيارته وهي التي تقيه بإذن الله من الحوادث لا سمح الله عند حدوثها. وبين الصمعاني أن ما يقوم به بعض المراهقين من ممارسة هواية التطعيس بسياراتهم والصعود بها في الكثبان الرملية دون القيام بتأمين وسائل السلامة أو دون التغيير فيها. وأوضح أن ما يقوم به المرهمون من تجارب يعد مشروعا له مستقبل مشرق في ظل تعدد هذه المحاولات والوصول لأعلى مستوى للمحرك يستطيع شق الرمال والكثبان العالية دون جهد يذكر.
ميدان السباق :
يقع ميدان تسلق كثبان الرملية العالية في قلب أم دباب، وفي أسفل الميدان ساحة كبيرة تمتلئ بالجمهور، وكذلك الكثبان المطلة على سفح أم دباب بانتظار بداية التحدي الكبير.
وعند حضور أول المرهمين وأشهرهم أحمد الصمعاني بمركبته الجديدة والذي شق سفح أم دباب وسط صيحات الجمهور حيث تسلق أم دباب بسرعة هائلة تاركا خلفه شلالا كبيرا من الرمال من اثار إطارات مركبته، ليعود مرة أخرى محدثا شرخا كبير في نفود أم دباب.
وثم يقف في منتصف أم دباب ويقف خلفه آلاف المتفرجين ليروا أعجوبة الصمعاني وما أضافه إلى المركبة الجديدة. وكان هناك العديد من المرهمين يقومون بتسلق المرتفع منهم من يفشل ومنهم من يتسلقه بصعوبة بالغة.
كما أن هناك إشكالا كثيرة من المركبات التي تم ترهيمها والمشاركة بها هذا العام وحين توقف أحد المركبات المعدلة أو المرهمة يقوم الجمهور بتفحص المركبة ومعاينتها وما تمت إضافته إليها، إضافة إلى الأسئلة التي توجه إلى المصممين والمرهمين والمعدلين في سياراتهم.
منقوووووووووووول:funny: