السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
حيالله الجميع ، و كل عام و أنتم بالف خير << نبارك لكم الخميس مو العيد
فاما بعد فقد تكلمت كثيراً على ان المبرمجين مظلومين :app: و الآن جاء الوقت لنتكلم عن فقه التعامل مع العملاء كرد لحقوق العملاء حتى لا نظلم احد :shy:
و الموضوع موجه للمبرمجين بالاساس لكن لكل منن يقدم خدمات تجارية سواءً على النت او على الواقع يمكنه ان يستفيد من هذه الخبرة النابعة من قلب محب لكم و الله يشهد .
فاعلم اخي في الله ، انه رضى الناس غاية لا تدرك ، لو اجتمع الخير كل الخير لشخص واحد لاجتمع لخير من وطأ بنعله الحصى صلى الله عليه و سلم ،فلذلك لا تعول على ان يجتمع عليك الثناء بالاجمال فلابد من معارض و هذه مما تجري عليها نواميس الكون مذ خلق الله الأرض حتى يرثها و من عليها .
و اول ما يجب ان تضعه نصب عينيك هو ان تجعل العميل اخاً و حبيباً في الله قبل ان يكون عميلاً ، اذ ان المحبة تحملك على الكد و الجد في تقديم الافضل اليه بدون كل و لا مل ، و هذا يحملك على ان تقدم له النصح و الرشد و ان غلب على ظنك انه لن يقبل النصح فقط انصح له حتى يحس انك تعتني بامره و تريد له الخير و اعلم انك كمقدم خدمات لا يلزمك ان تنظر الى ان تقدم له الاغلى فقط بل الاجود ايضا فربحك و ربحه ان يرضى عنك و ترضى عنه و هذا هو الربح الحق .
ثانياً الكثير يظن ان الرسمية في الخطاب مع العملاء تولد احتراماً او تزيد من قدر المبرمج او المصمم او مقدم خدمات ! و الحق انه هذا قول مغلوط لا يمت الى الواقع بصلة ، كن دائماً : ليِّناً ، ضحوكاً ، سلسلا ، سهلا ، ذو دعابة ، جديراً بالتقدير و الاحترام ، ذو همة في العمل و هيبة في اخراج الطلبات ، فذلك يجمع قلب العملاء على حبك و حب عملك و حب التحدث معك و لو لم يكن هناك داع للحديث .
المسألة الأخرى هي التقوى ، التقوى التقوى ياحبابي ، اتقي الله في نفسك و مالك و زوجك و ابناءك فيما تطعمهم ، لا تشجع و لا تقبل برمجة موقع يدعو الى الفحش و العري و الفجور و لا تجعل الضغوط تحملك على قبول ذلك ، فان سلكت طريق الحرام ، فاعلم انك سلكت طريقاً طويل الأمل قصير المدى ! ستستمتع بماله في اسبوع فقط(محقت بركته) ! و رب الكعبة ثم بعدها ترجع للكد وراء المال و لن تحصل شيئاً ، فلا انت برمجت فكسبت قوت عيشك و لا انت خلدت الى النوم فتحقق راحة جسدك ، ستبقى ملعقاً في ضنك و شقاء لا تدري ما سببه !! و ان شئت فجرب !!! . اما ان سلكت طريق البر فلك المتعة و السعادة ، و سيكون شاقاً عليك ذلك في الاول ، فمثله كمثل دار من ذهب لديها باب من حديد فاذا كسرت الحديد استمتعت بالذهب الخالص ! و المال الحلال من اجمل ما فيه البركة فستاكل و تاكل ثم تاكل و لازال اضعاف اضعاف ذلك ! لا تسألني كيف فعلمي عندك علمك و الله اعلم ! و انا أكلمك من تجربة لا من فراغ و الحمد لله رب العالمين .
و اخيراً ايقن انه لا يقع شيء في الأرض الا باذن الله ، فلن توفقك الى برمجة موقع او تطوير مدونة او تصميم منتدى الا باذن الله تبارك وتعالى ، فاذا ايقنت بذلك فلن يخطر على بالك ابداً ان سبب قبول العملاء عليك انما هو من تلقاء البرمجة المحترفة التي برمجتها ، بل سترجع ذلك الى الله ، و من ارجع نعمه الله الى نفسه كاله اليه و لم يعنه . لذلك انصحك اخي دائماً اذا تكلمت عن برمجية وجدت فيها قبولاً من طرف العملاء فقل "هذا بفضل الله لا بفضل يدي" ، و ان اخذت عمل او تلقيت طلباً فلا تعد العميل بشيء الا و لسانك يردد "ان شاء الله ، بحول الله ، باذن الله" و استعن بالله يعنك .
و اخر شيء اذكرك به انه لا يرزق الا الله ، فان علمت ذلك استيقنت انه لا برمجتك و لا حرفتك و احترافك يحقق لك شيء من امر الدنيا علاوة عن امر الآخرة ، فرب ليلة انت فيها قانط من ضيق الرزق فيوقظ الله رجلاً من على فراشه الدافئ في ليل حالك و برد قارس حتى يقبل على حاسوبه فيدخل موضوعك بالتحديد و ياخذ بريدك فيتفق معك و يحول لك ! هل تقول لي انه عملك هو الذي جعله يوقظه ؟ او جعله يدخل موضوعك ؟ او يضيف بريدك ؟! بل لله الامر جميعاً ، تبارك الله خير الرازقين .
قد يلاحظ الكثير منكم اني جعلت الموضوع دعوياً اكثر مما هو تقني ، فاقول هكذا يجب ان يكون المبرمج المسلم ، يذكر الله في كل صغيرة و كبيرة حتى يُوفق لفعل الخيرات و ترك المنكرات ، و لا ينفك من الدين و المعتقدات طرفة عين .. و ان كان هناك تحولا ينتظرنا فهذا هو التحول ، التحول الى الاتكال على الله و الاعتماد عليه في كل صغيرة و كبيرة .
و انا ادين الله و اشهده و اقسم به انه من اتبع هذا المنهج فهو على خير كثير في الدنيا و الآخرة باذن الله .
هذا فان اصبت فمن الله تبارك و تعالى وحده ، و ان اخطأت فمن نفسي و من الشيطان .
كتبه حمزة القبلي(وضاء) .