الإهداء
إلى كل هارب من ذاته
مع خالص تحياتي .
أيها الهارب من ذاتك
أتود أن ترحل من حياتي؟! أتود أن تهرب؟!
نعم الهرب هي الصفة المناسبة لقرارك الغريب هذا في السفر الآن. لم تكن لتفكر فيه لولاي .. نعم لا تتعجب .. فما عدت أقوى على تحملك .. وسأتحدث أنا بما لا تقوى أنت على قوله .. أنت خائف .. لا تفتح عينيك عن آخرهما ولا تحاول أن تنكر .. أنزع كبرياء الرجل الشرقي من داخلك وأعترف .. هيا أعترف أيها الرعديدُ الجبان .. أجبن حتى من مواجهة نفسك تخاف من الأعتراف بحبي .. نعم .. أتظن اني غبية حتى لا أفهم حركاتك؟! كل إشارة منك كانت تقول أنا أحبك .. كل همسة منك تعلن ذلك .. كل نظرات عينيك تصرح بذلك .. لكنك ترفض وبشدة .. أرى ذلك في نفسيتك المتقلبة .. أنت تنازع هذه الفكرة .. نعم .. ألا تود أن أفسر لك سبب صراخك عليّ دون سبب مني؟!
أنك تحاول - لا شعورياً - أن تثبت لي أنك قوي .. ولست ضعيفاً .. لكنك في الواقع ضعيف ولكن لست ضعيفاً بحبي وإنما ضعيف على الأعتراف بشيء كهذا ..
أنت تود بقرارك هذا أن تهرب مني عل البعد يقتل مشاعرك .. لكنك تخدع نفسك فقط .. فأنت لا تهرب من شخصي وإنما أنت هاربٌ من ذاتك .. من نفسك ..
إن أردت الرحيل فأرحل .. لن أقف في طريقك .. أرحل وتأكد أني لن التفت إليك وأنادي باسمك وأصرخ أن توقف .. لن أفعل هذا أبدا .. لن أمنعك .. لأني واثقة أنك لن تحتمل العذاب النفسي والصراع العاطفي .. أرحل ولا تنسى كلمتي هذه .. ستعود .. ستعود إليّ ذات يوم .
أما الآن فأرحل .. أهرب .. أصرخ .. أفعل كل ما يحلو لك فقد سئمت ضعفك .. سئمت خوفك ..
أهرب وفي اليوم الذي تقوى فيه على مواجة نفسك .. عندما تجد فيك القوة والصلابة .. القدرة على الإفصاح عن مشاعرك .. في ذلك اليوم فقط سأسمح لك أن تعود إلى مملكتي .