ذات مرة قمت بزيارة لأحد المراكز الثقافية الأجنبية بهدف الاعداد لدورة تدريبية في الخارج..وعندما وصلت الى مكتب الاستقبال فوجئت بموظفة أشبه بـ(ناطور مدرسة) والتي اخذت تنظر الي وكان بيني وبينها ثأرا قديما ..!!
حاولت أن استوضح منها بعض المعلومات الضرورية التي احتاجها قبل السفر ولكن مزاجها كان متعكرا لأقصى درجة وقد بدا ذلك من خلال ردها العصبي وكلماتها التي يتطاير منها الشرر..واليكم بعضها:
- (روح) دوّر في هذه الجهة.
- (لازم) تدفع الرسوم.
- راجعنا بعد اسبوع( هذا اذا حصلت فرصة)!!
- هذه ليست مشكلتي.
- (عبىء) الاستمارة بسرعة..انا مشغولة..!!
- مستحيل تقابل المسؤولة لأن مكتبها ( مزدحم بالزوار)!
بعد أن سمعت (أوامرها العسكرية) أحسست أنه لاجدوى من الحديث معها فطلبت موعدا بعد اسبوع ..ولكن شاءت الأقدار أن تمر المسؤولة التي كنت أريد مقابلتها ..فلما رأتني بادرتني بالسؤال: منذ متى وأنت موجود في المركز..أجبتها: منذ خمس دقائق تقريبا ..فتغير وجه المرأة واعتذرت بطريقة مؤدبة لأنها أخرتني فقط (خمس دقائق)..!!
وفي مكتبها (غير المزدحم) شعرت ان اسلوبها مختلف تماما عن سابقتها ولاحظوا الفرق في اختيار الكلمات:
- (بامكانك) ان تدفع مبلغا بسيطا لتأمين عملية الحجز.
- (تفضل) بالكتابة في هذه الورقة.
- (لاتهتم) سنراعي حضورك من منطقة بعيدة.
- (اعتذر بشدة) لان عملية الحجز ستأخذ بعض الوقت ..هل هذا يزعجك..؟
- (أهلا وسهلا بك في اي وقت) ولكن لاتنس ان تحجز موعدا في المرة القادمة.
- -سنتصل بك في أسرع وقت.
هذا الاسلوب (الحضاري) في التعامل جعلني أغير نظرتي عن المركز والسبب تلك المسؤولة التي تعرف كيف تنتقي كلماتها بعناية وتعكس الصورة الحقيقية للمكان الذي تعمل فيه..والطريف أنه أثناء خروجي من عندها شاهدت (موظف النكد) التي كانت في استقبالي تصرخ في وجه مسكين آخر ...وبالاسلوب اياه....ووقتها دعوت الله عزوجل أن يرزق زوجها الصبر والسلوان ويدخله الجنة على تحمله لها طوال السنوات الماضية..!!
عيسى - الامارات
__________________
ماأحلى العودة الى سوالف