كلما هدات نفوس الناس في بلادنا، خرج علينا متعصب قميء ليتكأ الجراح، ويذكرنا كمسلمين أننا أمة مستباحة ومهدورة الدم، على الأرض كما هو على الشبكة وفي الفضاء التخيلي!
منذ فترة اهتزت مشاعر المسلين حين أقدم احدهم وهو أيريك فون على صناعة لعبة إلكترونية سماها مذبحة المسلمين وخصص لها موقعا على شبكة الإنترنت هو http://www.muslimmassacre.com/ لتنزيل اللعبة، وفور دخولك إلى الموقع تلفح وجهك صورة رامبو! الأمريكي بنسخة معدلة قليلا، على يمينه عبارة تدعو إلى تنزيل اللعبة بأسرع وقت ممكن «لا تكن جباناً ليبرالياً، أنزل هذه اللعبة الآن» وهي لعبة تهدف إلى إرسال بطل أمريكي إلى الشرق الأوسط للقضاء على المسلمين جميعا ثم ابن لادن ثم رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم أخيرا وكما أدعى منتج اللعبة القضاء على الله أيضا، تعالى ربنا علوا كبيرا عن هذا الهذر الفارغ!!
أطلقت اللعبة كما يبدو في كانون الثاني الماضي، ولكنها لم تنتشر إلا بعدما وضع مدوّنون وأصحاب مواقع إلكترونية رابطاً لموقع اللعبة على مواقعهم الخاصة، فساهموا في دعاية كبيرة لها، وقد اغتر صاحبها الذي يلقب نفسه سيج فيتر بهذا النجاح فقام بحركة غريبة، حيث نشر على موقعه اعتذارا للمسلمين قال فيه: أود أن أقدم اعتذارا علنياً عن أية إساءه تسببته خلال إصدار هذه اللعبه، وخصوصاً المسلمين، كانت نواياي عندما قمت بالعمل على هذا المشروع هو السخريه من السياسه الخارجيه للولايات المتحده الامريكيه ، ومن الاعتقاد السائد في أمريكا أن المسلمين أناس عدائيين بدون أي شك . أريد أن أوضح أنني لا أشاركهم في هذا الاعتقاد ، ونواياي كانت هي السخريه ممن يعتقدون ذالك .لكن سرعان ما إتضح لي عند إصدار هذه اللعبه أنها لم تؤدي غرضها المطلوب ، وبدلاً من ذالك سببت الاذى لأناس منفتحين وأبرياء ، لذا أعتقد أن إزاله اللعبه والموقع سوف يؤدي كثيراً إلى تحقيق غرضي المرجو من هذه اللعبه أكثر من أني لو تركتها في الانترنت. الغريب في الموضوع أن مجلة (تلي جراف) اللندنية نقلت قبل أيام عن هذا الحاقد قوله أن الاعتذار لم يكن غير كذبة، وأنه لم يعتذر، بل جاء في سياق احتفاله الكبير (على حد قوله) بهذا النجاح للعبته ولم يكتفي بهذا بل قام بافتتاح موقع خاص للعبة لتحميلها!!
في تعليمات اللعبة يُطلب من اللاعبين أن لا يتركوا أي مسلم على قيد الحياة، وأن لا يكترثوا لمقدار الإهانة في اللعبة، ويصفها مبتكرها وهو اختصاصي في البرمجة أنّها «لعبة مسلية ومضحكة».
حقا إن قتل شعبنا في فلسطين والعراق وأفغانستان مسل ومضحك، ترى متى سنتسلى نحن ونضحك في لعبة! مماثلة؟