بقلم : محمد العوضي
شاب متطلع محب للقراءة واكتشاف العوالم المستورة، جامعي، امضى شهورا يرافق عبدة الشيطان! قضيت معه ثلاث ليالٍ أحاوره واستمع إليه، واسأله، بل وامتحن معلوماته عن هذا العالم وطقوسه وثقافته فافادني كثيرا, كيف تَعرَّف إليهم؟ واين يجتمعون؟ وما هي الفلسفة الفكرية التي ينطلقون منها في التزامهم بهذه العبادة الجهنمية؟ الدم وطقوسه وشربه ورشه على الاجساد! رأس التيس وذبح الكلاب! الجنس الجماعي الشاذ! الموسيقى الجنونية! المخدرات! الحج الى صحراء بلد عربي شمال افريقي! كيفية تعرفهم على بعضهم البعض! نوع اللباس الذي يميزهم! استدراجهم للبنات وتقديمهم قرابين على مذبح الجنس في لحظة الطقوس والموسيقى الصاخبة وربط الاعين ثم ادخال رجال بين النساء وهتك اعراضهن! صلتهم بالسفارات الاجنبية! الدعم المالي! نكاح الجثث!
استغفال الاهل ونظرتهم لمفهوم الاسرة !!!!
مسائل عديدة ومحاور جريئة استمعت اليها من الشاب، فأسفت الاسف كله لشباب مسلم يخاطبه القرآن العظيم بكل وضوح وصراحة «ألم اعهد اليكم يا بني آدم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين» سورة يس (60)، في هذه العجالة احب ان أُلخص ما اريده بما يلي:
اولا: علينا ان نحدد موقفنا من هؤلاء الشباب سواء كانوا قتلة او عبدة شيطان او جنس ثالث، أو يرتكبون اي جريمة فظيعة تصدم مجتمعهم، علينا ان نحدد موقفنا تجاههم هل هم ابناؤنا ام اعداؤنا؟!
والواقع انهم ابناؤنا، اذا لابد ان نتعامل معهم بنظرة ومنهج يختلف فيما لو كانوا اعداء يتربصون بنا من الخارج, فهؤلاء ضحايا ابتلينا بهم فلنتعاون على انقاذهم، والحفاظ على سلامة المجتمع, وبما اننا مجتمع، فكل مجتمع يفرز مظاهر جديدة متحركة والعبرة بكيفية تعاطي الدولة والمؤسسات والمثقفين واهل الاختصاص مع مثل هذه البلايا.
ثانيا: الاعلان المقروء والمسموع والمكتوب يركز في تغطيته على مثل ظاهرة ـ ان صح تعبير ظاهرة ـ عبدة الشيطان على الطقوس والجرائم والمظاهر ويغفل الجذور الفكرية والاجتماعية التي تنبثق منها هذه الامراض.
ثالثا: مثل هذا التمرد على القيم والاديان نتيجة حتمية للعلمانية الشمولية، والنظريات المادية، وطغيان فلسفة النسبية المطلقة في الفهم، وتحطيم الثوابت، والغاء المشتركات الانسانية، وتسليع الانسان، وضياع معنى الحياة والهدف من الوجود, باختصار السير في طريق الشيطان ومعاندة شريعة الرحمن, في هذه اللحظات تذكرت الفتنة الهوجاء التي اثارها الدكتور صادق جلال العظم في منتصف الستينات في محاضرته «مأساة ابليس» والتي ضمنها في كتابه «نقد الفكر الديني» مدافعا بحماس منقطع النظير عن ابليس.
ومثله فعل توفيق الحكيم ولكن بحماس اقل في روايته «الشهيد» عندما اجرى حوارا بين ابليس وشيخ الازهر فتعاطف مع الشيطان وكأنه مغلوب على امره .
عبادة الشيطان
ما هي عبادة الشيطان ؟!
هل أنت من عبدة الشيطان ؟!
كيف نقى أنفسنا من هذه العبادة ؟!
قامت عبادة الشيطان منذ سنين كثيرة ، في أمريكا وأوروبا ، وقد صرنا نسمع عنها في منطقتنا العربية في الآونة الأخيرة الكثير والكثير . فما هي عبادة الشيطان ؟
عبادة الشيطان بدعة انتشرت في العالم حديثاً ، رغم وجود جذور قديمة جداً لها ، وعبدة الشيطان ينقسمون إلى طوائف ومذاهب تختلف عن بعضها في أُمور كثيرة ، إلا أنهم يتفقون في فكرهم الأساسي الذي يتمحور حول ماهية الإنسان .
فما هو فكرهم حول الإنسان ؟
1- يقولون إن الإنسان ما هو إلا صورة مصغرة للكون ، فهو كون مصغر يشبه تماماً ذلك الكون الكبير ، وعلى الإنسان أن يحيا في انسجام تام مع ذلك الكون الكبير .
2- ينادون بأن ذلك الكون الكبير أزلي .. أبدى وعليه فالإنسان أزلي .. أبدى ، أنه اله ، لا بداية له ولا نهاية ، إننا جميعاً آلهة ، وما الحياة في الجسد - في اللحم والدم - إلا حلقة ضمن سلسلة حلقات الإنسان الأزلية الأبدية .
3- يقولون أنه يجب على الإنسان أن يتخلص من خوفه من الموت ، فالموت ليس النهاية ، لكنه نقطة الانطلاق إلى حلقة جديدة من تلك السلسة التي لا تنتهي من حلقات حياة الإنسان .
4- ينادون بأن الخطية ليست إلا بدعة بشرية أخترعها الإنسان وصار لها عبداً يخاف منها ، فلا يوجد ما يسمى خطية أو شر .
5- الإنسان في حياته في الجسد يحيا في عدة مستويات ( الجسد..النفس.. الذات..العقل..الروح....الخ) وهذه المستويات بعضها منحط والأخر راقٍ ، وعلى الإنسان كي يرتقى من المستويات المنحطة إلى تلك الراقية ، عليه أن يقوم بإشباع أو ملء تلك المستويات المنحطة ، فلكي ترتقى من الجسد إلى النفس عليك أن تُشبع جسدك بكل رغباته وشهواته حتى الشاذ منها لا تخف ، لا يوجد شئ اسمه خطيه ، اِشبع جسدك ، أتخمه واِملأه كي ترتقى إلى المستوى التالي من مستويات حياتك !!!!!!!!!!!!!!
6- وبما أنه لا خوف من الموت ولا وجود لمعنى الخطية ، إذاً فالانتحار ليس خطية ولا يعتبر تقديم الذبائح البشرية جريمة أو قتلاً ، فالموت هو نقطة الانطلاق إلى تلك الحلقة التالية من سلسلة حلقات حياة الإنسان التي لا تنتهي .
7- غاية الصلاة في عبادة الشيطان هي الوصول إلى ما يسمونه ( النور ) وذلك عن طريق الدخول في حالة النشوة والكمال أو الصفاء الذهني ، وللوصول إلى هذه الحالة يستخدمون الموسيقى أو الخمور أو المخدرات والعقاقير وبالطبع الممارسات الجنسية الطبيعي منها والشاذ أيضاً ، الفردي والجماعي .
8- جماعات عبادة الشيطان غاية في التنظيم فرغم تشعبهم واختلاف الكثير من مسميات وطقوس جماعاتهم ، إلا انهم متحدون ومترابطون جداً ويمكن لكل مجموعة من تلك الجماعات في بلد ما أن تتحد معاً فيما يشبه اتحاد كونفدرالي بتشكيل منسق هرمي يعمل لصالح كل مؤمني ( النور ) في العالم .
9- كيف يصل المتعبد معهم إلى ( النور) ؟ بوصوله إلى حالة النشوة والكمال الذهني ، وكيف ذلك ؟ شل المقاومة الطبيعية لدى الإنسان هو الحل كيف ؟ عن طريق السمع والبصر والتواجد الجماعي ،
السمع .. الموسيقى
البصر .. الضوء
التواجد الجماعي .. تهييج المشاعر
10- الموسيقى .. الموسيقى وخاصةً موسيقى الروك وعلى وجه التحديد موسيقى الميتال والديث ميتال هي الموسيقى المفضلة في اجتماعات العبادة والصلاة لديهم ، حيث تصل نسبة الضوضاء في هذه الأنواع من الموسيقى إلى 120 ديسبل
( مع ملاحظة أن نسبة الضوضاء في حجرة بها مجموعة أشخاص يتناقشون لا تزيد عن 45ديسبل ) وبهذا النوع من الموسيقى ذات الضوضاء العالية جداً بل القاتلة أيضاً ، مع المخدرات والخمور يعملون على شل مقاومة الإنسان الطبيعية وبذلك يصلون به إلى حالة النشوة والكمال الذهني التي تصل به إلى ( النور) !!!!!!!!
11- الضوء.. أو التعاقب السريع جداً بين الإضاءة المبهرة والظلمة الحالكة الذي يصل إلى ما يزيد عن 40 مرة في الثانية وهكذا يفقد الإنسان القدرة على التركيز وبالتالي تُشل المقاومة الطبيعية لديه .
12- وعندما يصل الإنسان إلى هذه الحالة من شلل المقاومة الطبيعية له عن طريق السمع بالموسيقى والبصر بالضوء ، يأتي دور التواجد الجماعي ، حيث يقوم القادة بإلقاء الرسائل الإيحائية في هذا الجو المرعب من الموسيقى ذات الضوضاء العالية والتعاقب السريع جداً بين الضوء والظلمة ، تلك الرسائل التي تهيج مشاعر المتعبدين المجتمعين معاً بالمئات بل بالآلاف .
13- وهكذا وباستخدام كل هذه الوسائل المرعبة والمقززة من الجنس إلى المخدرات إلى الموسيقى إلى الضوء ، يعتقدون أنهم يصلون إلى ( النور) الذي يريدونه
14- هناك الكثير من الإشارات والرموز التي تميز عبدة الشيطان منها :
أ - رموز وإيماءات جسدية باليد أو بأجزاء أُخرى في الجسم .(( ألا وهي الوشم وقد رأيت ذلك شخصيا في قناة ال بي سي في مقابلة مع احدهم وكانت على اشكال الشياطين ولهم اشكال معينة وعلى الرقبة نجمة وعلى الرأس رقم 666 وهم كما يدعون رقم الشيطان ))
ب - قصات معينة للشعر .
ج- الوشم .. ويوجد منه أشكال عديدة تُرسم على مختلف أجزاء الجسم .
د- فصوص وأقراط وسلاسل ذات أشكال معينة يرتدونها .
ه- رسوم جنسية أو رسمة الجمجمة والعظمتان ( علامة خطر الموت ) .
و- أساور وقلادات وخلاخيل ذات تصميمات معينة تشير إلى أُمور خاصة بعبادتهم .