في عام 1932 و اثناء احتفال مصطفى كمال اتاتورك باعلان الجمهوية التركية كان الوزير المفوض المصري يلبس طربوشا معتبرا ، و أثناء الوليمة لاحظ أتاتورك الطربوش على رأس المصري ، و كان يكره الطرابيش كثيرا ، و كان قد قام بالغائها و طلب من الناس ارتداء القبعة مكانها ، طلب اتاتولاك من المصري خلع الطربوش ، فرفض السيد الوزير بكل اباء و شمم ، فكيف يتخلى عن مجد ابائه و أجداده ، و كيف يفعل ذلك و مليكه يعتمر طربوشا مثله؟ انها اهانة للذات الملكية أولا و اهانة للأعراف و التقاليد المصرية ثانيا ، و اهانة للدين الاسلامي ثالثا ، فما كان من اتاتورك الا ان امر احد السفرجية بخلع الطربوش من على رأس السفير المصري ، فقام السفير و ترك المائده
فهنيئا له فعله الكريم ، فالطربوش أقيم من مائدة اتاتورك ، و أهم منها ، و هكذا قامت أزمة بين مصر و تركيا ، و أبى جلالة الملك الا الاعتذار الرسمي من الدولة التركية الوليده ، و قام الناس باستهجان الموقف و تكلوما فيه الكلام الغليظ ، فقال الأفندية : كيف يساوي اتاتورك بيننا و بين العمال و ما شابه ، فيرفع من على رؤوسنا مصدر عزتنا و مجدنا؟ و قالت الحريم : يا عيب الشوم! و كيف يفعلها الرجل بدون طربوش؟! – للطربوش تأثير قوى في العلاقة الزوجية - ، و قال الشيوخ : كيف يأمر رئيس الدولة بمثل هذا الفعل ، ألا يعلم أنه لا تقبل شهادة حاسر الرأس ، و أن الطربوش و العمامة من زينة الرجل ، و أنه صلى الله عليه و سلم كان يلبس العمامه ، و لو كان الطربوش على أيامه للبسه
و ظل الناس في القطر المصري يتحدثون بغضب و حزن على اهانة الطربوش ، و أخذوا يتذكرون أيام مجدهم حيث كانت الطرابيش تدل على مجد لابسها ، و كان الفقراء يصرون على لبس الطرابيش تشبها بأصحاب المكانة و الجاه ، و تكونت جمعيات متعدده للدفاع عن الطرابيش ، مثل جمعية زر طربوش و كومة فلوس ، و جمعية الرفق بالطربوش ، و جمعية طرابيش بلدنا أجدع طرابيش ، و انتقد الجميع بلا استثناء اتاتورك و وصفوه فالكافر الزنديق ، و رووا النوادر و الحكايا عن استبداده و وحشيته ، و منها أن الأتراك كانوا يلبسون الطرابيش و فوقها باروكه ليخفونه عن أعين زبانيته ، و ليظن من يشاهدهم أنهم مصابون بورم في الرأس ، و هكذا احتفظ الأتراك بالطربوش على رؤسهم على الرغم من محاصرة اتاتورك لهم
ثم ظهر الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ، فاعتذر أتاتورك عن ما فعله ، و أعلن أنه مش هايعملها تاني ، و قام بعد ذلك الشعب المصري قومة رجل واحد فأقاموا الاحتفالات بعودة الكارامة الى الطربوش ، و رقصوا في الشوارع و أعلنوا سنة 1932 سنة الطربوش
لما قرأت هذه الحادثة تذكرت مشكلة فاروق حسني و الحجاب