كنت أتحدث مع أحد الزملاء عن مقال قرأته يحمل عنوانا مثيرا ( ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران ؟؟)كنت أتحدث بحماس شديد عن الظواهر الكونية المرعبة التي من الممكن أن تحدث مثل قوة الدفع الشديدة للأشياء عند لحظة التوقف نظرا لأن الأرض تدور حول محورها بسرعة 1600 كم/ساعة وتدور حول الشمس بسرعة مائة ألف كم/ساعة فتوقفها المفاجئ سيحدث قوة دفع رهيبة للأشياء من على سطحها، وأيضا ستظهر ظاهرة مرعبة أخرى أن الشمس ستصبح مواجهة لنصف واحد من الكرة الأرضية ليصبح نهارا ملتهبا دائما والنصف الآخر سوف يصبح متجمدا مظلما أبد الآبدين وغيرها من الظواهر المفزعة...
استمع زميلي لي في إنصات وعلى وجهه ابتسامة غريبة كمن يقول لي (يا أحمق).
تركني حتى انتهيت من المحاضرة العلمية الشائقة ثم ألقى القنبلة في وجهي ( بس الأرض مش بتدور أصلا).
أطلقت ضحكة عالية وأنا أظنه يمزح، ولكنه قالها هذه المرة في جدية ( الأرض مش بتدور خالص).
للحظة ظننته مجنونا لأن ما تربينا عليه وما سقاه لنا المعلمون في المدرسة والجامعة يجمع على ذلك ولا يترك مجالا لأدنى ظن في صحته.
ولكننا تربينا أيضا على أن ثمة نظريات علمية دامت لقرون ثم ثبت غباؤها وعدم صحتها
قال زميلي:
دوران الأرض أكذوبة كبيرة أطلقها فيثاغورث اليوناني وأريستاخورس السكندري و أكد قولهما كوبرنيقوس البولندى وجاليليو جاليليه الايطالي بعد ذلك بزمن.
ونحن صدقناها وسرنا على هوى العلماء الغربيين وصدقناهم تصديق الأنبياء رغم عدم إتيانهم دليلا واحدا على ما يقولون سوى أن هذه نظرية علمية غربية فبالتالي نقوم نحن بدور التهليل للغرب والسير في موالدهم وذبح القرابين لآلهتهم.
بل والأفظع من ذلك الإتيان من القرآن الكريم بما يدل على رأيهم ولوي عنق الآيات لتثبت ما يقولون رغم أن الدليل واضح.
قبل أن نتحدث عن الأدلة من القرآن والسنة عن ثبات الأرض وعدم دورانها لا حول محورها ولا حول الشمس تعال معي إلى دردشة بالعقل الذي خلقه لنا الله لنبحث ونتفكر لا أن نحفظ ونصم.
لو سلمنا بأن الأرض تدور ثلاث دورات فعلا واحدة حول محورها المائل وواحدة حول الشمس على شكل قطع ناقص وواحدة حول مركز المجرة (واحتمال تكون المجرة كمان بتدور حول مركز الكون) والله أعلم الكون بيدور حولين ايه؟
1ـ كيف تقنعني أن مجموعة النجوم المواجهة للأرض ثابتة دوما ومنها مجموعة الدب القطبي التي تدل على اتجاه الشمال دائما.
2ـ الأقمار الصناعية كيف تبقى ثابتة البث على جزء معين من الأرض طوال الوقت ولا تتبدل عنه ملليمترا واحدا أم أنها تدور حول الأرض بنفس سرعة دورانها بدقة متناهية وفي نفس الوقت تدور حول الشمس مع الأرض بنفس سرعة الدوران ثم تدور حول مركز المجرة مع الأرض والشمس بنفس سرعة دورانهما لتبقى دائما تبث علينا المسلسل العربي في نفس اتجاه وضع طبق الدش فوق السطوح.
3ـ كيف لا تتحرك مياه الأنهار والمحيطات حركة الطرد المركزية الناتجة عن الدوران بسرعة 1600 كم/ ساعة.
أما عن الأدلة الدامغة من القرآن الكريم والسنة النبوية لا تدع مجال للشك على الإطلاق
استدل العلماء الحاليون على دوران الأرض من القرآن الكريم بالآية الكريمة (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِإِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُدَاخِرِينَ {87} وَتَرَىالْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِالَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ {88} مَن جَاءبِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ {89} وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَإِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {90}
فقالوا حركة الجبال كحركة السحاب هي الدليل على دوران الأرض وتناسوا ان سياق الآيات إنما يعبر عن حوادث يوم القيامة لا يتحدذ عن ظاهرة تحدث في الدنيا.
بعض الأدلة التالية ذكرها العالم الجليل محمد بن صالح العثيمين .
1 - قال الله تعالى عن إبراهيم {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب}، فتكلم عن حركة الشمس ولم يذكر للأرض حركة على الإطلاق وهو المعمول به في كل القرآن ، ذكرت الأرض 460 مرة لم يذكر معها فعل حركة واحد وهو القادر سبحانه على ذكرها (ما لافرطنا في الكتاب من شئ).
2 - وقال أيضاً عن إبراهيم: {فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون}، فجعل الأفول من الشمس لا عنها ولو كانت الأرض التي تدور لقال: "فلما أفل عنها".
3 - قال تعالى: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال}، فجعل الازورار والقرض من الشمس وهو دليل على أن الحركة منها، ولو كانت من الأرض لقال: يزاور كهفهم عنها، كما أن إضافة الطلوع والغروب إلى الشمس يدل على أنها هي التي تدور وإن كانت دلالتها أقل من دلالة قوله: {تزاور}أي تميل وكلما ارتفعت تقلص شعاعها بارتفاعها، {تقرضهم}أي تدخل غارهم من جهة الشمال.
4 - وقال تعالى: {وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون}،(ولم يذكر الأرض) قال ابن عباس رضي الله عنهما: يدورون في فلكة كفلكة المغزل واشتهر ذلك عنه.
5ـ وقال تعالى: (أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها انهارا وجعل لها رواسي)
قال أبن كثير فى تفسير هذه الايه ان الله يمن على عباده ان جعل الأرض قارة وساكنه فلا تميد ولا تتحرك فلو لم تكن كذلك ما طاب عيش ولا قر حال.
6 - وقال تعالى: {خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار}، فقوله: {يكور الليل على النهار} أي يديره عليه ككور العمامة دليل على أن الدوران من الليل والنهار على الأرض، ولو كانت الأرض التي تدور عليهما لقال: "يكور الأرض على الليل والنهار"، وفي قوله: {كل يجري لأجل مسمى} المبين لما سبقه دليل على أن الشمس والقمر يجريان جرياً حسياً مكانياً لأن تسخير المتحرك بحركته أظهر من تسخير الثابت الذي لا يتحرك.
7 - وقال تعالى: {والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها}، ومعنى: {تلاها} أتى بعدها، وهو دليل على سيرهما ودورانهما على الأرض، ولو كانت الأرض التي تدور عليهما لم يكن القمر تالياُ للشمس بل كان تالياً لها أحياناً وتالية له أحياناً، لأن الشمس أرفع منه والاستدلال بهذه الآية يحتاج إلى تأمل.
8 - وقال تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم }، نسب الجريان إلى الشمس وجعله تقديراً من ذي عزة وعلم يدل على أنه جريان حقيقي بتقدير بالغ، بحيث يترتب عليه اختلاف الليل والنهار والفصول.
9ـ وقال تعالى: ( والأرض وضعها للأنام)
هل يعقل ان يتحرك الشئ الموضوع؟
الوضع هنا له معنيان
الاول: وهو انه جعلها فى الأسفل لان الوضع يعنى السفول وجاءت فى مقابلة (والسماء رفعها)
وهنا تتأكد النظرية القائلة أن الأرض اسفل الكون وفوقها السموات تاتي تباع الأولى فالثانية وهكذا، ويدور الشمس والقمر والنجوم حول الارض.
الثاني:الثبات لان كلمة الوضع دليل على أن الواضع يضع فى مكان معين لا تنفك الأرض عن الحركة بعيداً عنها.
10ـ وقال تعالى:(ان الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده)
11- وقال النبي صلي الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس: "أتدري أين تذهب؟" قال: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنها تذهب فتسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، فيوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها"، أو كما قال صلي الله عليه وسلم (متفق عليه)، فقوله: "ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها" ظاهر جداً في أنها تدور على الأرض وبدورانها يحصل الطلوع والغروب.
وقال النبي صلي الله عليه وسلم ( إن البيت المعمور فى السماء الأولى فوق الكعبة لو انطبق لوقع على الكعبة )لو أن الأرض تتحرك حول الشمس فلن يبقى هذا الوضع هكذا أبدا بل سيتكرر مرة واحدة كل سنة ميلادية وهذا الذي لم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم.
من الممكن أن يكون هذا الكلام يمثل صدمة للكثير منكم ولكن أتمنى أن ينفتح باب المناقشة على اتساعه وكل يدلي برأيه والله أعلم
وخليكوا فاكرين إن ده مش رأيي ده رأي زميلي يعني مفيش داعي للـ ...........
- أنا غير مقتنع بالموضوع ككل -