يستيقظ المبرمج العربي من حلمه الجميل الذي ينتهي بكابوس يوقظه من غفلته الطويلة علي واقع مرير فرضه عليه محيطه العامل فيه
فالمحيط العربي يدعس في طريقه الكثيريين من الحالمين فلا مانع من أن يكون في طابور المدعوسين صف المبرمجين لتمر عليهم سيارة الدعس العربية وتسوي بهم الأرض بعدما كانوا يحاولون القفز والتحليق
يستيقظ المبرمج العربي ليجد نفسه بكل تأكيد في جو كبير من المنافسة من كل بقاع الأرض في مجال لا يوجد فيه أي تخصص
فهو لن يفاجئ بكل تأكيد إن وجد بجانبه مبرمج بلغتين هو في الأصل بائع طماطم او ربما ماسح أحذية
مجال يدخله الكثيريين مثل معظم مجالات الحاسب تقريباً فالشعوب العربية توجهها الوظيفة لتخرج من كابوس البطالة وتقزف بهم هذه الكوابيس في أي طريق سيشير له اي وميض عمل
فلو خرجت إشاعة عن فرص عمل للعاملين علي الأتوكاد
ستجد مركز الكورسات أكتظت بالراغبين لأية شهادة في هذا المجال
ولو خرجت إشاعة تطلب مبرمجا في لغة من اللغات ستجد بائع الأحزية في مراكز كورسات هذه اللغة ينهي عمله علي أحذية العاملين في وقت إستماعه للدرس
هنا يختلط الحابل بالنابل وتشتد المنافسة
ينام المبرمج مرة أخري علي فراشه ويستعيذ بالله ليوقظه بعد قليل كابوس أخر
نظراً لكثر المبرمجين
وفي الحقيقة سوق العمل لا يفرق بين الموهوب او المحلل او المتخصص
الكل سواء
بيئة عمل وسرعة في إنجاز العمل ( ولو كان به من شتي انواع الكوارث الدفينة ) فالأهم هو المظهر والتسليم في أقل وقت كان
هنا تجد المبرمج المحترم قد تساوي مع المبرمج المفطوم لتوه
هنا يضيق صدره
هنا يجد نفسه في حالة من الندم
والأهم أن تلف قطعة اللحمة جيداً لتسلمها للزبون في أبهي حلة ولا يهم لو كانت اللحمة من الداخل مسممة او تحمل أنفلونزا المعيز
يشرب المبرمج كوباً من الماء ثم يعاود النوم ليوقظه كابوساً أخر
المطلوب منك أيها المبرمج العربي ان تكون ( بتاع كله )
او تتحلي بخاصية الكرانشي ( الكزا ميزة )
فأنت من يضع تحليل قاعدة البيانات وليس متخصص ( وهذا أهم جزء في البرمجية فكلما كانت البنية قوية كلما كانت البرمجية أقلا حملاً وإستهلاكاً للموارد من إتصالاتها التي لا تنتهي لجلب وإعطاء البيانات لها )
كما مطلوب منك تحليل البرمجية المطلوبة
ثم كتابة الكود ( دبر حالك بأي فريم ورك سريعاً )
ولا تنسي التصميم وتقسيمه وتركيبه
ثم بالله غلف لنا السندويتش سريعاً وقدمها لنا في خدمة ( هوم دليفري ) للعميل الذي بكل تأكيد قد يتعنطز قليلاً ويقلع حذاءه ويقذفك بالجوارب
لما ؟
ربما لأنك لم تحسن التصميم فتقييم برمجيتك سيئ
ولا تنسي ان تنجز العمل في أسرع وقت ممكن فرب العمل ليس لديه صبر وطفاية السجائر ممتلئة فلا تملأها أكثر وتحرق أعصابه بتأخيرك
يقرر المبرمج الإنتقال للنوم علي الأرض فلربما هناك مشكلة في السرير ولكن لا فائدة فالكوابيس تطارده ويهاجمه كابوساً أخر
مرتب المبرمج العربي
حيث تقوم الشركة بتكثيف المبرمجين حولها في كل مكان لإنتاج أكبر قدر ممكن من البرمجيات والحصول علي أكبر قدر من الزبائن بواسطة مندوبيين التسويق
ولكنها تنسي هذا المبرمج
فمرتبه دائما ما يكون وضيع علي الرغم من أن دخول الشركات يكون عالياً
سوقنا العربي رغم ان مبرمجه في الغالب مبرمج الكزاميزة إلا أنه وقت المرتب يكون بلا ميزة ومرتبه بالبريزة <<< عملة مصرية وضيعه وبدأت في الإنقراض
هنا يقرر المبرمج أن ينام في البلكونة فلعل هوائها ونسيمها ينسيه الكوابيس
او ربما سيحتاج لرصاصة فضية ليضرب بها مصاصين الدماء التي ملأت كوابيسه الليلة الماضية
ولكن يطارده كابوساً أخر
يفكر المبرمج ان يعمل لحسابه الخاص
فلو كان مبرمج ويب فهو سيتجه ويفتح موقع ظريف ويقدم خدماته بدعاية مكثفة فيبرمج لهذا ولهذا
او يصدر برمجية عامة بتراخيص
ولكنه يفاجئ بأن البرمجيات المجانية ومفتوحة المصدرة تهاجم وتداهم منزلة وتحكم عليه بالإعدام
لا وجه للمنافسة
العالم يتطور من حوله والبرمجيات يتزايد مستواها
لا عمل جماعي عند العرب
ربما يتحول في النهاية لمركب سكربتات او مطور برمجيات او العمل علي أعمال تنظيف ما اجراه غيره من المبرمجين كغسيل الصحون وغيرها
ربما ينجح منهم البعض وهم أعداد علي الأصابع ونجاحهم لا يستمر كثيراً من كثرة قلق وطلبات الزبون العربي والتي بكل تأكيد هي أشد قهراً من الكوابيس
يأخذ المبرمج فراشه وينزل لينام بجانب البواب في الشارع
ولكن لا مفر
فهناك كابوساً أخر
عالم البرمجة ليس كعالم أي وظيفة أخر
فهو سريع التطور للغاية
علي المبرمج ان يكون بجانب عمله الدائم والذي لا ينتهي وقت يومي للإطلاع علي الجديد
وإلا فإنه لو غفل لعام واحد فقط فسيعود ليجد الدنيا أنقلبت علي رأسه
وسيجد مبرمجين خرجوا من سن الحفاضات أول أمس واصبحوا يفوقوه قوة
التقنيات الجديدة تداهم منزله مدججة بالسلاح ومن خرج حديثاً خرج وتسلح بها وهو أصبح من المغبرين
فلا تكل ولا تمل عزيزي المبرمج من المتابعة والإطلاع فربما فجأة تجد لغتك وعلمك كله ضاع أدراج الرياح لحدوث شئ ما يقضي عليها
حقاً المبرمج مظلوم
أين يمكنه النوم الأن
ملاحظة : لست مبرمج لمشاريع عربية ولله الحمد فأنا أعمل مع شركة اجنبية في مجال اخر ولا اعتقد اني قد افكر يوماً أن أبرمج لمشاريع عربية ما لم يكن هناك خطة مدروسة لذلك
ولكن هذا ما أستشفيته من عالم المبرمجين
ربما هناك كوابيس أخري غفلت عنها ولو تذكرت شئ سأذكره والموضوع امامكم للنقاش