منقول من جريدة الرياض مع تحفظي على بعض الكلمات مثل وصف القناة بأنها محترمة !! وغير ذلك مما لا يفوت على القاريء
التحرر.. فتيات الليل وصناعة الخمر كنموذج..!!
انتشرت في الفترة الأخيرة وعلى بعض القنوات الرسمية والقنوات الخاصة المعروفة بالاحترام، موجه غريبة من التحرر البرامجي والإعلاني غير المناسب لثقافة الرسالة المتوقعة من هذه القنوات!!
تخيل نفسك امام التلفاز وأمام قناة محترمة وتفاجأ أن البرنامج الذي تبثه هذه القناة عن «جنوب افريقيا» يركز على صناعة «الخمر» والطرق الحديثة والنادرة المستخدمة في زراعة المواد المتنوعة لصنع هذه المسكرات، وكذلك طريقة التصنيع والتخزين، ولإفادتك هناك شرح وافٍ لكي تعرف النوعية الجيدة من هذه الخمور، و للمعلومية هذا البرنامج الذي كان فيه الرقيب «في سبات عميق» تم بثه في وقت مناسب لجميع أفراد الأسرة وبدون أي تحذير وعلى قناة نَصِفُها - مجازيا - من ضمن باقة القنوات المحترمة!!
في المقابل قد تندهش من هذه القناة والتي أصبحت بعض إعلاناتها التلفزيونية «متخمة» «بالإيحاءات الجنسية» لمنتجات بعض «العطور» الخاصة بالجسم، فقمة عدم الحياء تشاهدها من خلال هذه الإعلانات، وكأنك للأسف تشاهد قناة خاصة «بالجنس» وليست قناة ترفع شعار العائلة عنواناً لها!!
في المقابل تصاب بحالة من الذهول وأنت تتابع قناة فضائية خليجية رسمية وهي تعرض مسلسلاً «خليجياً» تقوم الحبكة الدرامية الأساسية فيه على الدعوة للتحرر والانفتاح،و التي لم يصل اليها اعتقد حتى المهووسون بالحرية في «لاس فيجاس الأمريكية»، فمن خلال هذا المسلسل هناك شاب يعرف أن من يريد الزواج منها كانت على علاقة غرامية منفتحة مع شخص آخر، وانه لكي يخفف على تلك الفتاة، اكد لها انه يعرف أيضا انها تقيم معه العلاقة كما يقيمها الزوجان ويفتخر أن هذا الأمر عادي بالنسبه إليه وليس مهما لأنه «مودرن»..!!
انا هنا لست واعظاً او مثالياً زيادة عن اللزوم، أو مناديا او داعيا للفضائيات «الفاضلة» «على نسق المدينة الفاضلة للمفكر اليوناني أفلاطون» امام الحديث عن هذا التحرر الجديد، ولكن بكل صراحة نحن بالفعل أما ظواهر إعلامية دخيلة على فضائياتنا التي نحترمها ونحترم من يقومون عليها، في ظل خضوع هذه القنوات لسلطة المال المرتبط بالمعلن الذي يهمه تسويق منتجاته، حتى لو تحول الإعلان إلى إعلان جنسي رخيص في قيمته الأخلاقية والفنية!!
فكارثة إعلاميا وأخلاقيا أن تصبح قضية ومعاناة «فتيات الليل» والتعاطف معهن هي الشغل الشاغل لقناة فضائية من المفترض أن تكون ارقى من ذلك، فهذه بالفعل مصيبة، والمصيبة تكون اكبر، عندما تتولى من يبحث عن مثل هذه القضايا مناصب اعلامية هامة وكبيرة في قنوات ممولة من شخصيات محترمة، والطريف أمام هذا العفن البرامجي نجد أن «هالة سرحان» المشهورة بمناقشة مثل هذه الامور، تستغرب أن يهاجمها الآخرون، وهي لا تلام من وجهة نظري، لانها تعيش في حالة «سرحان»..!!
الإشكالية والتي لا تخفى على الكثيرين للأسف في الوسط الإعلامي الفضائي العربي، أن اغلبية القنوات الفضائية العربية المحترمة الرسمية والخاصة، أصبحت تحت تحكم غول «الشركات الإعلانية» المتعاقدة معها، فالمجموعة الإعلانية هي التي تضع الاستراتيجيات الخاصة بهذه القنوات وهي التي تدير الواقع الإعلامي الفضائي، والنتيجة «مداخيل» مالية كبيرة وفلكية لهذه القنوات، وفي المقابل خروج عن المألوف او بمعنى ابسط «تحرر اخلاقي فضائي صغير في البداية، قد يتطور مستقبلا» في ظل اعتبار أن بث فيلم «الطاووس والنعامة» الخاص بالعلاقات الجنسية، اصبح عرضاً عادياً وغير محتاج لرقابة، لان التنافس مع القناة الاخرى يلزم ذلك، لأن الأهم ملايين الدولارات وخصوصا من السوق السعودية!!
في رمضان هذا العام نحن امام هجمة برامجية شرسة، لانعلم ما سيواجهنا من ارهاصات برامجية «متوقعة»، فهاهي الكاتبة فجر السعيد ومن البداية، تعلن انها ستفجر قضايا اجتماعية غير مألوفة في المجتمعات الخليجية، وهي التي عودتنا على ابراز الليالي الحمراء في مسلسلاتها خلال الاعوام الماضية وتعميم مثل هذه الليالي بطربها ورقصها ومشروباتها الكحولية على اغلبية ابناء المجتمعات الخليجية، في مفهوم قاتم لمعنى الجرأة والحرية المعمول بها في الأعمال الادبية والدرامية والتي تحاول أن تأتي بالحلول المثالية، وليس تحويل بعض الواقع إلى تمثيل «ماسخ» ملئ بالمكياج الزائف!!
وانا هنا مع معرفتي الكاملة انه بدون رادع اخلاقي من مسؤولي القنوات الخليجية خصوصا التي نحترمها، لن يكون هناك أي سلطة اعلامية عربية تستطيع ايقاف موجة التحرر الفضائي الجديدة، ولكن رجائي الوحيد او «حلمي» بمعنى اصح، أن تضع هذه القنوات العزيزة علينا، قبل بث اعلاناتها المعتمدة على الحركات الجنسية، او افلامها الجريئة فكريا وتطبيقيا، أن تضع فاصلاً، تنوه فيه أن المادة القادمة لاتناسب من هم دون العشرين، وعليهم أن يغلقوا اعينهم واذانهم، لثواني بالنسبة للاعلانات، وبعض الدقائق لبعض البرامج والافلام، لانه بصراحة التحرر الزائد عن اللزوم غير مقبول في المجتمعات المتحررة، فما بالنا من قنوات شعارها الاسرة العربية المثالية!!
اخيرا.. لا اعتقد أن من يتابع الفضائيات قد لا يعرف القنوات الفضائية المقصودة..!!
http://www.alriyadh.com/2006/09/17/article187166.html
انتهى المقال ، وهذه دعوة للحوار .. كيف نصد هذه الهجمة القذرة التي يمتليء بها الاعلام المسمى اعلامنا ؟ ..