يا مال ..
الدنيا أنت ، و الناس حيث كنت ، سحرت القرون ، و سخرت من قارون ، و سعرت النار يا نيرون ، تعود الحقد أن يحالفك ، و ابن الحسد أن يخالفك ، و كتب على الشر أن يخالطك و يؤالفك ، الفتنة إن حركتها : اتقدت ، و إن تركتها ، رقدت ، و الحرب و هي الحرب ، تبعثها ذات لهب ، منك الرياح ، و منك الحطب .
تزري بالكرام ، و تغري بالحرام ، و تضري بالإجرام . فقدانك العر و الضر ، و نكد الدنيا على الحر ، حالك و حال الناس عجب ، تملكهم من المهد ، و يقولون : أصبنا و ملكنا ،
و ترثهم عند اللحد ، و يقولون : ورثنا و تركنا !
من عاش : قوموه بما ملك ،
و من هلك ، تساءلوا : كم ترك ؟
المحروم : من أوثقك ،
و الضائع : من أطلقك ، و هما فقيران من جمعك و من فرقك ،
كثيرك هم ، و قليلك غم ..
و مع التوسط : الخوف ز الطمع ، و الحرص و الجشع .
حذر النفاذ ، و رغبة في الازدياد ، و الملك استئناف الأعمال ، و مرمى همة المال ، تنام الأنفس و في إيمانها منه شك ، و في إيمانها منه صك ، فاعمل له ما استطعت ، و انتظره أتى أم لم يأت ، و قل سبحان الذي أتى به ، و الذي هو قادر على طي كتابه . يوم يأتيه أمره فلا يبرز من حجابه .
__________________
لا أعد سقوطي في أي مجال سقوطاً أبدياً.. إنما هو مجرد انحناءة كتلك التي تسبق القفز الى أعلى ...