البحث عن لقمة العيش يقود لحفرة من نار أحيانا !

عدد من المصابين اليمنيين
عبد السلام محمد صنعاء - فتحت الحكومة اليمنية تحقيقا في واقعة تعرض عدد من اليمنيين للحرق من قبل قوات حرس الحدود في السعودية، بعد تسللهم عبر الحدود اليمنية إلى أراضي المملكة بحثا عن فرصة عمل هناك. وقالت مصادر رسمية اليوم الأحد 27-4-2008 لـ"إسلام أون لاين.نت": "هناك جهات عليا تتابع نتائج التحقيقات في الحادثة، وتقوم بمخاطبة السلطات السعودية بشأن الواقعة" التي كشفت عنها وسائل إعلام يمنية أمس السبت.
وبحسب هذه المصادر، فإن 12 مجندًا سعوديًّا قاموا برش بنزين على حفرة كان يختبئ فيها نحو 25 يمنيًّا خارج مدينة خميس مشيط جنوب المملكة، وأشعلوا فيها النيران، مما أدى إلى إصابة 18 منهم بحروق بعضها خطيرة.
وأعاد الجنود السعوديون بعد ذلك الـ18 يمنيا المصابين -الذين تسللوا للأراضي السعودية- إلى بلادهم عبر الحدود.
وعقب نشر التحقيق، أعلنت السلطات اليمنية عن نقل 10 مصابين توصف حروقهم بفوق المتوسطة لمعالجتهم في مستشفيات العاصمة صنعاء.
وذكر موقع "الصحوة.نت" اليمني أن توجيهات عليا صدرت من الرئاسة إلى الأجهزة الأمنية بنقل المصابين من قراهم بمحافظة الحديدة غرب البلاد إلى مستشفيات العاصمة.
حفرة من نار
ونقل الموقع عن أحد المسئولين في جمعية خيرية يمنية أن "هناك كارثة ومحرقة استهدفت متسللين يمنيين إلى السعودية، اكتشفها عقب زيارته للمصابين في أحد مستشفيات الحديدة".
وأوضح لـ"إسلام أون لاين.نت" الصحفي عبد الحفيظ الحطامي من موقع الصحوة.نت أنه توجه إلى القرى التي يسكنها المصابون فوجد أن هناك 18 شخصا مصابا منذ 40 يوما لم يتمكنوا من تلقي العلاج الكافي لحروقهم".
ونقل الحطامي عن الضحايا قولهم: "منذ 40 يوما تقريبا كنا 25 شخصا من قرى المعصام ودير كينة (اليمنية) دخلنا في حفرة كبيرة في منطقة خميس مشيط (بالسعودية) بعد مطاردات من قبل 4 سيارات شرطة وأمن عام ودورية كان فيها حوالي 12 جنديا من حرس الحدود السعودي بملابس مدنية".
"كنا مطمئنين أننا نجونا لكنهم رشوا البنزين على هذه الحفرة وأشعلوا فيها النار، والذين فروا قبل الإشعال نجوا، فيما بقي 18 في الحفرة الكبيرة، وكنا مخيرين إما الموت في الحفرة أو أن نواجه النيران ونخرج، وخرجنا نشتعل ونحن نصرخ"، بحسب رواية أحد المصابين.
ويكمل روايته قائلا: "أخذونا إلى الشرطة ونحن نصرخ، أسعفونا.. لكنهم ببرود حققوا معنا، ثم أمضينا في مستشفى مدني عدة أيام وتركونا لأطباء فلبينيين لم يكونوا يبدلون لنا الشاش ويقدمون لنا العلاج إلا كل 4 أيام، وهو ما زاد جراحنا وحروقنا خطورة".
ويضيف: "وبعد 9 أيام في المستشفى أعادونا إلى الشرطة، ثم أرسلونا في سيارة خاصة ورحلونا مجموعات إلى مدينة الطوال الحدودية السعودية، وحين رأينا حرس الحدود اليمني قالوا لنا سلامات، قلنا لهم أحرقتنا الشرطة السعودية فردوا علينا الله يشفيكم".
"نحن بشر"
وطالب المصابون الحكومة اليمنية بتحمل المسئولية والتحقيق في الحادث مع السلطات السعودية وتعويضهم ماديا.
وأضحوا أن سبب دخولهم بشكل غير شرعي الأراضي السعودية هو البحث عن لقمة العيش قائلين: "ذهبنا نبحث عن لقمة العيش؛ لأنه ما وجدنا عملا في بلادنا، جميعنا عاطلون نحن سنموت ببطء إذا لم تنقذنا الحكومة والجمعيات وأصحاب الخير".
وحسب الحطامي فإن المصابين بعثوا برسالة عبر التحقيق للسلطات السعودية مفادها: "قولوا لإخواننا السعوديين: نحن بشر، وكنا نحمل الجوع في البطون، فقط هذا الذي جعلنا نتحمل كل المصاعب للهرب إلى هناك".
ويرى مراقبون يمنيون أن الحادثة إذا لم تجد استجابة من السلطات السعودية بالتحقيق فقد تؤدي لتوتر في علاقات البلدين التي شهدت تأزما خلال العشر سنوات التي أعقبت الاحتلال العراقي للكويت عام 1990– على خلفية مواقف صنعاء والرياض المتباينة منه - ولم تعد لطبيعتها إلا بعد ترسيم الحدود في عام 2000.
ولم يصدر حتى مساء الأحد رد فعل رسمي سعودي بشأن هذه الحادثة.
وتتكرر محاولات تسلل اليمنيين للمملكة من وقت لآخر بحثا عن فرص عمل هناك لتحسين ظروفهم المعيشية وهربا من الفقر والبطالة المتفشيين في اليمن.
مصدر الخبر ..
__________________
استخدم خاصية تنبيه المشرفين للضرورة وعند ملاحظة موضوع يخالف قوانين منتديات سوالف وسيتم مراجعة الموضوع او المشاركة المبلغ عنها على الفور