ها أنا ابدأ يومي كالمعتاد .. ارتدي ملابسي للخروج .. وما إن فتحت الباب .. جرس الهاتف يرن !!..
· الـو
· مرحبـا ( صوت فتاة )
· أي خدمه ؟؟
· كيف حالك ؟؟
· الحمد لله .. من أنتي ؟؟؟
· لا يهم من أنا .. المهم أننا نتحدث معا ..
· لماذا نتحدث مع بعض ؟؟
· ولماذا أنت فض هكذا ؟؟
· وهل أنا فض فعلا ؟؟ لم يقل لي أبي ذلك من قبل ..
· طيط طيط طيط طيط ..
لا شيء يذكر كالعادة بعض الفتيات يلهون بالتلفون .. ها أنا أغادر المنزل متوجها إلى السوق لأشتري بعض الحاجيات الضرورية .. لاح أمام ناظري اثنان من الشباب مظهرهما جذاب .. الواضح انهما يعتنيان بمظهرهما جيدا .. أتمنى أن أكون مثلهما .. هذا ما قلته لنفسي .. ولكن ماذا أرى ؟؟ ... لم يكن هذا الاهتمام إلا لسبب معين فها أنا أراهما يحاولا التقرب من بعض الفتيات داخل السوق .. ( وعينكم ما تشوف إلا أفلام جيمس بوند .. طردي ورى هالبنات .. عندي اقتراح .. لو نأخذ شبابنا ونضعهم في سباق الماراثون العالمي راح يفوزون فيه بس بشرط يخلون بنات يمشون قدامهم .. هاها ..) .. وأخيرا وجدا ظالتهما .. هاهي فتاه تأخذ منهما قصاصة الورق التي أعداها مسبقا لهذه المهمة .. ( وقفه )
ركبت سيارتي منطلقا وما هي إلا لحظات .. ما هذا الزحام في الطريق .. أتعلمون ؟؟ .. رغم أن طقسنا حار .. لكن تكتل البشر وازدحامهم يزيد الوضع سوء ..... وها نحن نتوقف عن السير .. وها هي الإشارة التحذيرية تنطلق معلنة حالة طوارئ .. أكيد الكل يعلم لماذا ؟؟.. لابد انه حادث سير .. خصوصا إن الناس بدأت تتسابق .. ( كأن في جائزة للي يوصل أول ..
) .. ( وقفه )
استغرب بعض الهوايات التي نراها في شبابنا .. فهاهي جدراننا تحمل تواقيع كثيرة وذكريات قديمه وهتافات وتعصبات لانديه وتصل بهم أحيانا إلى السخافات المشينة .. دعونا نعمل منطقة جداريه حره لكي يمارس هؤلاء فيها هواياتهم ويتركوا جدران بيوتنا بسلام .. لو تحدث الجدار لقال ( ارحموني .. والله ماصارت عيشه .. هاها ..) (وقفه)
هواية أخره تنتشر بكثرة بين شبابنا .. ( التفحيط ) .. وكم من الشباب راح ضحية لمثل هذا الاستهتار .. أتعلمون ماذا حدث لجارنا .. لقد استيقظ في الصباح ليجد سيارته مصدومة .. وقال شاهد عيان رأى الواقعة أن أحد الشباب كان يفحط بسيارته وعينكم ما تشوف إلا عرض وسلاسل واستفهام وشوي إلا أخونا في الله مشمع في سيارة جارنا ... لن أخفيكم سرا لم اعد أضع سيارتي في الخارج ..(وقفه)
في نظري أن اعظم جريمة يرتكبها المرء في حق نفسه وحق مجتمعه.. هي تلويث البيئة ... سوف أتوقف قليلا لكي اجلب بعض المرطبات ... لقد فرغت .. أين سوف أضعها ؟؟.. هل يخطر في بال الكثير ... أين سوف يضع مخلفاته ؟؟..من المؤكد أن أول ما يتبادر للذهن هو الشارع ... اصبح شارعنا مكان للمخلفات .. هنالك مثل بولوني يقول ( لو قام كل امرىء بالتنظيف حول بيته لأصبحت كل المدينة نظيفة ) ... وهل أحد منا عندما رأى المخلفات أمامه في الطريق .. ذهب ووضعها في المكان المخصص لها ؟؟.. لا اعتقد ذلك .. أكيد راح يقول ( ليش تبيني اشتغل زبّال على آخر عمري ..) . مع إن الرسول الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم ذكر بما معنى حديثه أن إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان ) .. وماذا أقول لاقول عن ما نراه في حدائقنا وشواطئنا .. كل شي جميل اصبح مشين بأفعالنا .. الجمال هبة من الله يجب المحافظة عليها لكي تدوم ... (وقفه)
لا يزال هنالك الكثير مما يؤخذ عليه وسلبيات لم نتطرق لها .. ولكن قد أعياني التعب دعوني أعود إلى البيت ..لأضع رأسي على وسادتي .. واحلم بان يتغير الكثير والكثير من سلبياتنا في المستقبل القريب .. ولكن الأحلام وحدها لا تكفي .. وانما بالاتحاد و(النصر) .. والعزيمه ( والوليمه
) .. والصبر والمثابرة يتحقق كل أحلامنا ..
وتقبلوا تحيات الخلالوفي