أطلق "الرياض نت " ويقوده فريق من الشباب السعودي
موقع الرياض الالكتروني: القارئ سيشارك في صناعة المحتوى تجسيداً لصحافة المواطن 
سواء كنت قارئاً عادياً متابعاً للأحداث، أو صحفياً تبحث عن الأخبار، أو مهتما بالصحافة الالكترونية لابد أن تكون مررت يوماً بموقع جريدة الرياض الالكتروني، إذا كانت زياراتك متباعدة له ولست متابعاً يومياً، ستعرف بالتأكيد الفرق، وستشاهد التطورات السريعة التي لا تهدأ التي تقوم بها مؤسسة اليمامة للصحافة لـ موقع الرياض دوت كوم.
من ممر بين المكاتب تم إغلاقه من جانب واحد ليكون مكتبا صغيرا يضم جهاز كمبيوتر عتيق مرتبط بشبكة الانترنت عن طريق الاتصال الهاتفي (دايل أب) في عام 1998، إلى إدارة مستقلة تحت اسم "إدارة الخدمات الالكترونية" تضم بين جنباتها نحو 18 شاباً سعودياً، وجدول عمل يومي لا يتوقف طوال الساعات الأربع والعشرين، يقومون بانجاز كل ما يتعلق بالموقع الالكتروني: نسخة البي دي إف، إضافة المحتوى التفاعلي، متابعة الخدمات والمشتركين، تحرير خدمة الأخبار لخدمة (جوال الرياض)، متابعة ألاف التعليقات الورادة يومياً... وأخيراً الرياض نت الموقع الاخباري المتفرع عن جريدة الرياض بمحتوى متصل منفصل عن الرياض الأم. والذي سبقه النسخة الكفية للرياض والتي تعد من أوائل المواقع العربية التي قدمت النسخة الكفية في 2004، والتي لها جمهور كبير من القراء.
بكل تأكيد الفارق شاسع بين العام 1998 والعام 2010 .. من البرمجة الخفيفة للموقع والتي تتمتع بأعلى درجات قابلية الاستخدام من سهولة تصفح ووضوح الاقسام وتبويباتها والتنقل بينها، إلى التصميم الذي يجتاز اختبارات التطابق مع المعايير التقنية، بألوانه الهادئة والمريحة، إلى الخطوط.. والأهم؛ الإضافات المستمرة التي تطرأ على الموقع من تجديد وتطوير برمجة تصميم الموقع، إلى إضافة الخدمات المتلاحقة..
آخر ما أطلقته الرياض هو خدمة القراءة الآلية بهدف تحويل المواد المكتوبة في موقع الجريدة الإلكتروني إلى مواد سمعية بطريقة القراءة الآلية وذلك لخدمة المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين قد يعانون من صعوبة القراءة المباشرة من شاشة الكمبيوتر، كما تخدم هواة الاستماع إلى المقالات وقت تصفح مواقع أخرى. وتتيح الخدمة القراءة الآلية لكل الأخبار والمقالات مباشرة دون أن يتطلب الأمر تحميل الملف الصوتي أو تخزينه على الجهاز ومهما اختلفت نظم التشغيل. من خلال أيقونة صغيرة أسفل المادة الخبرية يؤدي الضغط عليها إلى تشغيل القراءة الآلية مباشرة.
إضافة لخدمة الرياض للتوظيف وهي خدمة اجتماعية للباحثين عن فرص وظيفية بأسلوب مختلف يتيح للباحث عن وظيفة التقديم إلى الجهات الحكومية أو الخاصة التي تتناسب مع مؤهلاته ورغباته، علماً بأن هذه الخدمة تقدم للباحثين عن وظائف مجاناً دون أي تكلفة.
فريق من الشباب السعودي يقود التطوبرات
من الذي يقف خلف هذه الأفكار؟ "إنه فريق عمل إدارة الإعلام الإلكتروني بالجريدة، هم نحو 18 شاباً سعودياً يتابعون كل جديد ويرصدون الأفكار ويطورون آلية العمل باستمرار ليخرج المنتج النهائي لموقع الرياض الإلكتروني بهذا الشكل وهذه الأفكار المستمرة، هم من يفكر وهم من يخطط وهم من ينفذ، والتصميم والتطوير كله يتم داخل مقر الإدارة" هكذا يرد على تساؤل "الوئام" مدير إدارة الإعلام الالكتروني بجريدة الرياض هاني الغفيلي، الحاصل على إجازة جامعية في الحاسب الآلي في العام 2000 من جامعة الملك سعود بالرياض، الشاب الذي تجاوز الثلاثين وقادم من خبرات تقنية في انشاء وتأسيس المواقع الالكترونية، وحاصل على العديد من الجوائز والخبرات والمهارات في حقل المواقع الالكترونية وأمن المعلومات.
تعاني غالبية المواقع العربية من ضعف برمجي، ينشئ في الاصل عن تولي شركات غير مؤهلة لانشاء هذه المواقع وتكون غير ذات دراية بالشق التحريري للمؤسسة الاعلامية صاحبة الموقع. فمن يبرمج افكاركم لتخرج بهذه الاحترافية " إنه قسم التطوير والبرمجة في إدارة الإعلام الإلكتروني وهدفه كما هو واضح من مسماه التفرغ لمهام البرمجة وتطوير الخدمات من الناحية التقنية، وبالمناسبة يكاد يكون موقع "الرياض" الإلكتروني هو الوحيد بن الجهات الإعلامية الذي يتم تطويره من تصميم وبرمجة وتنفيذ بالكامل داخل مقر المؤسسة وهذا ليس تقليل بالطبع للجهات التي تستعين بشركات لتنفيذ اعمالها الإلكترونية." يجيب الغفيلي. 
هناك ضعف واضح في الجانب التقني في بعض المواقع العربية مع تقدم محتواها التحريري وفرادته ويمكن أن نذكر اسماء لمواقع شهيرة وعديدة، كيف حصلتم على توليفة النجاح في الرياض "كل موظفي إدارة الاعلام الالكتروني في الرياض تقنيون" ويضيف الغفيلي "بعضهم يتميز تقنياً والآخر تحريرياً.. فالتفوق في المواقع الإعلامية هو ان يقترن النجاح التحريري بالعمل التقني ليولف نتيجة ناجحة تجذب القارئ والمعلن في آن واحد."
"الرياض نت" يحاول أن يجسد مفهوم صحافة المواطن
وحين نسأله لماذا اطلقتم "الرياض نت"؟ وبماذا يتميز عن الموقع الام للرياض. يرى أن موقع (الرياض نت) يُعنى بمتابعة الأحداث فور وقوعها ويربط "الرياض" بالقارئ الإلكتروني ليشارك في تحرير الأخبار والمستجدات المحلية والعالمية، ويتوقع أن يرتقي هذا المشروع التقني بمستوى المتابعة الخبرية لجميع الأحداث المحلية والدولية في شتى المجالات وسيكون القارئ الالكتروني عنصرا أساسيا وهاما في تحرير وكتابة الأخبار لتجسيد مفهوم "صحافة المواطن"، كما نأمل أن يساهم هذا المشروع الجديد في دفع عجلة التقدم لمستقبل الإعلام بمؤسسة اليمامة الصحفية.
أما لماذا الرياض نت في صحيفة ورقية لها موقع الكتروني يحتوي على محتواها الأساسي؟ فالغفيلي يرى أنهم ينتمون لمؤسسة اليمامة الصحفية وليس مؤسسة اليمامة الورقية والموقع الجديد نتاج طبيعي لتقدم التقنية وتواصلها حيث أن القارئ أصبح يهتم بالأخبار المباشرة وبتفاصيلها الدقيقة من صور وفيديو ، فالمنتج الصحفي متطور مابين الجريدة والموقع الإلكتروني وحتى نسخ أجهزة الجوال والأيباد مثلا.
ويرى أن ذلك طبيعي تحت التحدي الذي فرضته الصحافة الالكترونية ومواكبة سرعة التحديث، وسبق أن قدمته الرياض في نسخ سابقة قبل أكثر من خمس سنوات لكنه لم يتطور إلى موقع مستقل كما هو الحال الآن .
وعم يتوقعون تقديمه من الرياض نت لجريدة الرياض. يأمل الغفيلي ويتوقع أن يقدموا الكثير، فهم يرصدون بعناية مايود القارئ أن يقرأه داخل الموقع والمواد التي يحب مطالعتها والصياغة وغير ذلك، فالنشر الإلكتروني يختلف كثيراً عن النشر في الجريدة الورقية لأن الخيارات أمام القارئ متاحة فخلال ثوان قد ينتقل من صفحة لإخرى ومن موقع لآخر.
أما بشأن أعداد الزوار في موقع الرياض بعد إطلاق "الرياض نت" يرد الغفيلي أنها ليس هدفاً بحد ذاته؛ "فيمكن زيادة زوار مواقع من خلال انتقاء أخبار معروفة تجذب الزائر من العنوان مثلاً، لكن صوتنا الإعلامي يجب أن يتماشى مع سمعة الجريدة وشخصيتها التي أوصلتها إلى هذا المستوى، من الطبيعي أن أعداد الزوار تزايدت خاصة في الفترة المسائية لمتابعة آخر الأخبار والتطورات."
اليمامة مؤسسة صحفية وليست مجرد ورقية
وحول التأثير الحالي والمستقبلي للمواقع الإعلامية على شعبية الصحف الورقية يرى أن هذا التأثير لا يمكن تجاهله "فالقفزة الإلكترونية الكبيرة التي حدثت خلال السنوات العشر الماضية أثرت على كل شي حتى حياة الناس واهتماماتهم" لكن هذا لا يعني أن وسيلة اعلام حديثة تلغي ما سبقها وينبهنا إلى انهم "في مؤسسة اليمامة الصحفية نحمل مسمى (مؤسسة صحافة) وليست فقط مؤسسة صحافة ورقية، أي أن صميم عملنا هو العمل الصحفي بغض النظر كان ورقياً أو إلكترونياً والدليل منتجات جريدة الرياض المتعددة حالياً مابين ورقية وإلكترونية."
المستخدم والمشاركة في المحتوى والتدريب
في الصحافة والمواقع العربية الالكترونية المستخدم هو تلميذ مطيع يتلقى الاوامر ويشارك وفقا لاهواء إدارة المؤسسة أو الموقع مع تقديم بعض الخدمات له لسد "رمقه"؛ حتى الخدمات في غالبها لصالح الجريدة وليس المستخدم.. ماعدا خدمات الاعلان المجانية.. نسأل الغفيلي هل تفكرون بأن يكون المستخدم مشاركاً في صناعة المحتوى "بلا شك هذا هو توجهنا" ويضيف "لو قمت بزيارة الرياض.نت بإصدارها التجريبي حاليا لوجدت في ركنها الأيسر دعوة للقارئ للمشاركة بتقديم المحتوى، نعرف أن الخطوة ستكون صعبة في البداية لكننا على ثقة بأننا سنخرج بمحتوى جيد لأن مستوى وعي القراء عالي جداً وكثير منهم أصبح لديه خبرات صحفية من الاطلاع والقراءة اليومية".
كيف ستضبطون مسألة تقييم المحتوى لجريدة لها سمعتها ولا يمكن أن تكون مفتوحة لكل ما يرسل لها. علما أن كثيرا من الصحف العالمية العريقة أصبح المستخدم مشاركاً دون رقابة مسبقة في مدوناتها على الأقل.. لن تخالف الرياض كل وسائل النشر العربية بالرقابة المسبقة على المحتوى فهم لم يفكروا بالوصول لمستوى النشر المباشر بعد، "فالمواد ستمر من خلال فريق تحرير متخصص في المتابعة لتدقيق المواد ومراجعتها"
لماذا لا تفتتح الرياض ورشات تدريب الكترونية لمستخدميها وهي الجريدة التي لديها الإمكانات ويمكنها أن تكتشف العديد من المواهب الصحفية التي لم يتح لها الظهور نسأل باستغراب "المشروع قيد الدراسة بالفعل؛ ونتوقع أن نبدأ خلال نوفمبر المقبل، لكننا نهدف في البداية لتقديم دورات اعتيادية في مقر الجريدة خاصة بمجال النشر الإلكتروني."
عين على الكعكة الإعلانية
وعن جدوى المواقع الإعلامية ماليا، مقارنة إيراداتها بإيرادات الصحف الورقية؟ "بشكل عام الاستثمار عبر المواقع الإلكترونية الإنترنت مجدي وهو في تصاعد كبير، فاغلب الشركات على سبيل المثال خصصت من 2% وحتى 5% من حملاتها الإعلانية للمواقع الإلكترونية وهي نسبة رائعة وتلقي بظلالها على رفع مداخيل تلك المواقع الإلكترونية، لكن المواقع بكل تأكيد لا تصلها نفس الحصص من الإعلانات بل قد لا يصلها أي إعلان وذلك يعود إلى شعبية تلك المواقع وجودة تصاميمها واحترافية إدارتها والمساحات الإعلانية المتوفرة بها. بالرغم من ذلك فلا يمكن مقارنة إيراد تلك المواقع بدخل الصحف الورقية والتي تصل إلى أرقام عالية جدا كما هو الحاصل في جريدة الرياض." يعترف الغفيلي رغم كل الجهود المبذولة في موقع الرياض الالكتروني، ورغم عدد الزوار فمازال يعاني من ضعف في الاعلانات المبثوثة عليه
استراتيجية موقع الرياض الالكتروني المستقبلية تقوم على المتابعة التقنية الجديدة بكل أبعادها والوصول للقارئ من خلالها، لزيادة رقعة الانتشار ولتسهيل وصول المادة إليه، فقد أصبحنا نقرأ الأخبار من خلال الهاتف الجوال والرسائل الإخبارية القصيرة، أو من خلال التقنيات الجديدة المتوفرة في القارئات الإلكترونية مثل الأيباد.. "التحدي الكبير في نظري هو أن تساير هذا التقدم السريع وأن تلحق كل مصادر المعرفة الجديدة وكان ثمرة ذلك صدارتنا في مواقع الصحف العربية الإلكترونية وجوائز التميز العديدة التي حصلت عليها الرياض الإلكتروني أيضا." يختتم الغفيلي حديثه للوئام.