فكرتنا القديمة جديدة!
لا يكفي أن تتابع الأخبار في المواقع ووسائل الإعلام الأخرى، جرب أن ترجع لأخبار الماضي وتقارنها باليوم، ستكتشف أن هناك معايير مزدوجة، أساطير تردد مع أن الواقع تغير، تناقضات تقع فيه وسائل الإعلام عن قصد أو بدونه، لكن كل هذا يساهم في تشكيل رأي عام، فيجعل الناس يتقبلون أشياء ربما لم يكونوا يتقبلونها في الماضي القريب.
في عالم الإلكترونيات والتقنيات لدينا مثال لم أفكر فيه إلا قبل أيام، أتذكرون حاسوب بالم فوليو؟ هذا المنتج الذي أعلنت شركة بالم عنه وقالت أنها ستنتجه في صيف 2007 أثار ضجة كبيرة في المواقع التقنية والمدونات وفي مواقع المجلات التقنية، الكثير من هذه المواقع انتقد المنتج بشدة وقد كنت أستغرب هذا النقد الحاد، لأنني متيقن أن هناك سوقاً لمنتج بالم، وشخصياً كنت سعيداً بهذا المنتج لأن هناك شركة تفهم فعلاً ما يجب أن يكون عليه الحاسوب النقال، صغير الحجم، بسيط، يعمل فوراً فلا حاجة للانتظار، لوحة مفاتيح كبيرة وشاشة جيدة.
بالطبع كانت هناك جوانب سلبية للجهاز مثل سعره المرتفع حتى بعد الخصم، البعض انتقد إصرار بالم على أن يكون فوليو حاسوباً مرافقاً لهاتف بالم Treo، ويرون أن تسويق الحاسوب لوحده سيكون أكثر فعالية.
في سبتمبر من عام 2007 أعلن مدير بالم عن إلغاء المنتج لأن بالم تريد التركيز على نظام تشغيل واحد وبعد ذلك ستنتج جهازاً آخر بنظام التشغيل الجديد، والجهاز الجديد قد يتلافى بعض السلبيات وقد يضيف المزيد من الخصائص خصوصاً في البرامج، لكن هذا لن يحدث إلا بعد أن تنهي بالم نظام تشغيلها الجديد، القرار من الناحية الإدارية صحيح ومنطقي، لكنه في الوقت نفسه خطأ كبير إذ كان على بالم ألا تعلن عن الجهاز من البداية.
ما الذي حدث بعد ذلك؟ ظهر حاسوب أسوس Eee، وحواسيب مختلفة تعتمد على نموذج أنتجته شركة Via، هذه الحواسيب الصغيرة تأتي بشاشة صغيرة ولوحة مفاتيح صغيرة، وبدأت الأخبار حول الحواسيب النقالة الصغيرة والرخيصة السعر تظهر وآخرها حاسوب HP الصغير، وقد نالت هذه الاجهزة نصيبها من النقد لكن ليس بنفس الحدة.
القصة في أرض الواقع تختلف عن آراء النقاد في الويب، فمثلاً أسوس تفاجأت من الإقبال الكبير على Eee على الرغم من النقد الذي وجه لهذا المنتج، فشاشته صغيرة، لوحة المفاتيح صغيرة، مساحة التخزين ليست كبيرة … إلى آخر هذه الانتقادات، الآن أسوس تفكر في منتجات مختلفة بعلامة Eee التجارية، فهي تريد استغلال نجاح الجهاز لتسويق منتجات أخرى على أمل أن تأخذ حصة من سوق الإلكترونيات.
شركة VIA التايوانية تركز على تصنيع معالجات منخفضة التكاليف ولا تستهلك الكثير من الطاقة، وقد صممت حاسوب نانو بوك كنموذج لحواسيب تعمل بمعالجات VIA، ومن هذا التصميم ظهرت منتجات عديدة مثل كلاود بوك وEasyNote وغيرها.
في شبكة Cnet هناك مقالة بعنوان: Palm Foleo: Not such a dumb concept after all?، بترجمة حرفية: بالم فوليو لم يكن فكرة غبية.
يبدو أن بالم بدأت أول خطوة في سوق الحواسيب الصغيرة البسيطة، لكنها تراجعت لتفسح المجال لشركات أخرى، بالطبع لا أنسى حاسوب XO فهو أحد العوامل المهمة في هذا السوق، في الماضي كانت فكرة هذا النوع من الحواسيب غير مشجعة وقد كانت هناك محاولات مختلفة لإنتاجها وتسويقها لم تنجح بشكل كبير، في عام 2007 بدأ التغيير وفي هذا العام سيستمر التغيير وسنرى المزيد من هذه المنتجات.
الإعلام يمارس التناقض منذ وقت طويل وسيستمر في فعل ذلك ما دام أن الناس لديهم ذاكرة قصيرة الأمد تركز على اليوم والأمس ولا تذهب أبعد من ذلك، لو عدت إلى منتصف التسعينات لتحدثت عن أمثلة لحواسيب صغيرة وبسيطة لكنها أتت قبل وقتها وذهبت ولم يعد أحد يذكرها، لذلك لا تكتفي بقراءة الأخبار ومتابعتها، عد إلى الماضي لتكتشف أن جديد اليوم كان جديداً بالفعل في الأمس القريب.
حقوق الصورة تعود الى بالم من الملفات الصحفية للمنتج.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
أخي العزيز و الغالي عبد الله,
كل الاحترام و التقدير لوجهة نظرك و كلماتك التي نقدرها و نحترمها كثيرا, .. و لكن اسمحلي هنا أن أختلف معك في هذة الرؤية ..
الأمر و الظروف تختلف, و هي التي تحكم نجاح منتج و فشل آخر .. بمعنى .. قد تنجح شركة نجاح مذهل في تسويق منتج, و تفشل شركة أخرى الى حد الإفلاس في تسويق منتج مشابه تماما و ربما يكون نفسه .. الأمر يتوقف على نقطتين برأيي .. الفكر و الخبرة و التميز لمن يقف وراء المنتج و ظروف السوق و ما يحكمها من مجريات الواقع و التي أحيانا تعطي فرصة لمنتج و تخسف بمنتج آخر الى أسفل سافلين …
في حالة بالم فوليو تحديدا .. سأطرح رأيي الشخصي, أنا بطبيعة الحال لم أرى الحاسب مرأى العين و لم استخدمه و لكنني تابعت و قرأت كل كلمة كتبتها الشركة عن تصورها له و ما تم نشره عنه من حيث المواصفات و الوظائف التي أعد لها ..
و دعني أقول لك, إنه لم يكن لينجح و لم يكن بتلك الفكرة الناجحة أو التي تحكم السوق كما فعل غيره مثل الEee PC على سبيل المثال .. إنني لا أنكر أن الحاسب كما ذكرت قدم رؤية لشكل جديد للحاسبات قد يكون الكثيرين أعتمدوه لاحقا و حققوا من وراؤه النجاح .. و لكنه أبدا لم يكن التوليفة المثالية, فالحاسب أعد للعمل على نظام مغلق لا هو بواسع الانتشار مثل الWindows و لا هو بمفتوح المصدر مثل الLinux و لا هو حتى بشهير برونقه الخاص مثل الMac و لنقل أن هذة ليست عقبة فمن حق كل شركة أن تقدم نظام يحمل رؤيتها و لربما تنجح في ذلك و لكن Palm أعدت حاسبها لا ليكون حاسب, و إنما ليكون مساعد و رفيق لأجهزتها الكفية و هنا عين الخطأ .. فبسعر مساوي لسعر حاسب محمول حقيقي يفوق الFoleo في الإمكانيات بمرات عديدة لا يمكن أن تقنعني بشراء رفيق لجهاز كفي يقدم بعض المميزات و لكنه ليس بهذا المفهوم الذي يمكنني أن اسميه حاسب متكامل ..
مرة أخرى, نعم مفهوم أو محاولة جيدة من Palm و لكنها لم تنجح فيها و حق لمنافسيها أن يستخدموا هذا المفهوم أو غيره (فSony قدمت مفهوم أفضل للحاسبات المحمولة الخفيفة و الصغيرة في سلسلة VAIO و عرفت بها و لازالت الى اليوم) .. طالما أن Palm فشلت في إكمال مشروعها لتصنع شئ قادر على النجاح ..
أختتم قولي, بمقولة قالها الأسطورة تايجر وودز لاعب الجولف العالمي عندما كان متربع على قمة إحدى البطولات التي شارك بها و لم يعد لدى أحد من الحضور شك في فوزه المحقق بها و لكنه بدأ في ارسال كرات عشوائية فجأة و عندما سألوه أجاب بأن أسوأ ما قد يقع فيه المرء هو أن يعتقد أنه قد وصل الى النهاية و هو قيد خطوات بسيطة عنها فعندها ينهار كل شء .. و للمفهوم ذاته فإن العدائون في سباقات الجري يستمرون في الجري الى ما بعد خط النهاية .. و هنا .. يكمن التميز ..
و تحية ..
ما تقوله أخي أحمد لا أخالفك فيه.
أتحدث عن الإعلام، هذا الإعلام الذي انتقد فكرة ثم أشاد بها بعد مدة يقع في التناقض، وسيبقى كذلك لأن هذا كما يبدو طبيعة الإعلام، الناس من ناحية أخرى عليهم ألا يكتفوا بقراءة ما يكتب في وسائل الإعلام، عليهم ألا يظنوا أن هذه الوسائل لديها الحكم الأخير، هذا ما أريد أن أقوله، فوليو مجرد مثال.
فعلا شيء مضحك ربما كلمة رفيق الكفي هو ما جعل الجهاز ينهار منذ البداية فماذا اريد بجهاز لا يعنيني عن الكفي و لا يغنيني عن الكمبيوتر المحمول البالم فوتت على نفسها فرصة الصداره و اليوم تفوت على نفسه الاخذ بالسبق بسبب كلمة رفيق الكفي الذي لم يأتي بمحلة
يبدو أن النقاش خرج عن الاعلام إلى فوليو بالحقيقة الاعلام مصداقيتة عندي تنزل الى الصفر عندما علمت انهم يخافون الشركات الكبيرة و لا يستطيعون المساس بها و كذلك علاقة الشركة بالصحافة تؤثر على صورة منتجاتها في الاعلام لكن فوليو بالذات فشل بسبب النظام مجهول الهوية فلو قدمته بنظام مفتوح المصدر لأختلف الامر تخيل معي فقط مجردة كلمة بنظام لينكس او ويندوز ماذا سيحدث ؟
نظام فوليو بالفعل لينكس، وهناك شركة طورت تطبيقات لفوليو ولو طرح المنتج وطرحت عدة تطوير البرامج له لرأينا المزيد من البرامج، ويمكن أن يؤدي العديد من الوظائف.
النقد الموجه لفوليو يذكرني بالنقد الموجه لبالم Pilot.
أعتقد أننا في عصر السرعة بحاجة لمثل هذه الإبتكارات، سريعة، تؤدي المهام المكتبية في المقام الأول بشكل بسيط وسهل، بعيدا عن التعقيدات المصاحبة،،،،
قد تبدأ الأفكار غريبة نوعا ما، وغير مرحب بها، لكن الواقع والرأي العام يغيرون كثيرا.
هذا هو الإعلام ، وظيفته الأساسية هي تغيير رأي الناس ، فمرة يحسن الصورة و مرة يشوهها …