تشهد شركة آبل، التي طالما عُرفت بالاستقرار القيادي، مرحلة حاسمة مع تزايد التكهنات حول تقاعد وشيك لرئيسها التنفيذي، تيم كوك. فبعد أن تولى كوك زمام القيادة في عام 2011 خلفاً للمؤسس الأسطوري ستيف جوبز، نجح في قيادة الشركة إلى ذرى غير مسبوقة، محولاً إياها إلى أول كيان يحطم حاجز الثلاثة تريليونات دولار في القيمة السوقية، ومبتعداً عن التركيز على الابتكار الجذري إلى التركيز على الكفاءة التشغيلية ونمو الخدمات.
الحديث عن انتقال السلطة في شركات بحجم أبل لا يقتصر على تغيير اسم في قمة الهرم، بل يمثل نقطة تحول استراتيجية محتملة تحدد مسار الشركة لسنوات قادمة. ففي الوقت الذي يحتفل فيه كوك بعيد ميلاده الخامس والستين، وهو سن التقاعد الشائع في العديد من أنحاء العالم، أصبح التخطيط للخلافة أمراً أكثر إلحاحاً بالنسبة لمجلس الإدارة وكبار المسؤولين التنفيذيين، لضمان انتقال سلس يحافظ على زخم الشركة.
وعلى الرغم من أن مسيرة كوك لم تحمل “هالة الرؤية” التي تميز بها جوبز، فقد تميزت بـ “الرؤية التشغيلية” التي نتج عنها إطلاق العديد من المنتجات الجديدة، وتحديث مستمر لأنظمة التشغيل، وصعود صاروخي لسعر السهم. هذا التراث يضع ضغوطاً هائلة على أي خلف له لتقديم مزيج من الاستقرار والابتكار، وهو التوازن الذي يبحث عنه المستثمرون والمستهلكون على حد سواء.
في ضوء هذه التطورات، تكثف آبل استعداداتها الداخلية، حيث أشارت تقارير حديثة إلى أن مجلس الإدارة والإدارة العليا كثّفا في الآونة الأخيرة جهود التخطيط لخلافة كوك. ويُعد هذا التخطيط المستقبلي خطوة احترازية طويلة الأمد ولا يرتبط بأداء الشركة المالي الحالي، الذي من المتوقع أن يشهد نتائج قوية مع مبيعات نهاية العام لهواتف آيفون.
آبل : من مرشح لقيادة التفاحة
في نفس السياق كشفت تقارير إخبارية عالمية أن شركة آبل قد كثفت استعداداتها لإيجاد خليفة للرئيس التنفيذي الحالي، تيم كوك، الذي قد يتنحى عن منصبه في وقت مبكر من العام المقبل. وأشارت التكهنات إلى أن المرشح الأوفر حظاً لتولي قيادة الشركة هو جون تيرنوس (John Ternus)، النائب الأول لرئيس قسم هندسة الأجهزة.
يُعد تيرنوس أحد الوجوه القيادية البارزة داخل الشركة، حيث يشغل حالياً منصب المسؤول عن تطوير كافة منتجات الأجهزة الرئيسية للشركة. ورغم أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي أو الإعلان عنه رسمياً حتى الآن، إلا أن تيرنوس يحظى بثقة واسعة داخلياً. ويأتي هذا التحول القيادي المحتمل في ظل تغييرات تنفيذية أخرى شهدتها أبل مؤخراً، كان آخرها تقاعد المدير التنفيذي السابق للعمليات (COO) جيف ويليامز، واستلام صبيح خان لمهامه التشغيلية، إضافة إلى تغيير في منصب المدير المالي العام الماضي.
ومن غير المتوقع أن يتم الإعلان عن أي مستجدات تتعلق بالخلافة قبل تقرير أرباح الشركة التالي، المقرر صدوره في أواخر شهر يناير. ويترقب مجتمع التقنية والمستثمرون بحذر الإعلان الرسمي، لمعرفة التوجه الذي سيسلكه خليفة كوك في قيادة أبل نحو مستقبل يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي والواقع المختلط.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
