ديزني توقع اتفاقًا تاريخيًا مع OpenAI

يشهد مجال الذكاء الاصطناعي لصناعة الفيديو تحولًا جذريًا بعد إعلان شركة ديزني عن اتفاق رسمي مع OpenAI يسمح باستخدام شخصياتها الشهيرة داخل مقاطع فيديو يتم إنشاؤها عبر نموذج Sora. هذه الخطوة تمثل نقطة فاصلة في العلاقة بين شركات الترفيه التقليدية وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تنتقل ديزني من موقف الحماية الصارمة لحقوقها إلى شراكة مباشرة مع واحدة من أقوى شركات الذكاء الاصطناعي في العالم.
الاتفاق يمنح مستخدمي Sora إمكانية توليد فيديوهات قصيرة تتضمن شخصيات ديزني الشهيرة ضمن أطر وضوابط محددة، ما يفتح الباب أمام تجربة جديدة كليًا في صناعة المحتوى المرئي. لأول مرة، يصبح الجمهور قادرًا على التفاعل الإبداعي مع شخصيات أيقونية لطالما كانت حكرًا على الاستوديوهات الكبرى، ولكن ضمن بيئة رقمية خاضعة للرقابة والترخيص.
من الناحية التقنية، تعتمد هذه التجربة على قدرات Sora المتقدمة في تحويل النصوص إلى مشاهد فيديو واقعية، مع الحفاظ على الهوية البصرية الدقيقة لكل شخصية. النموذج لا يكتفي بتوليد حركة أو بيئة، بل يعالج الإضاءة، الزوايا، والانسيابية الحركية بطريقة تحاكي الإنتاج السينمائي، وهو ما يجعل ذكاء اصطناعي لصناعة الفيديو أقرب من أي وقت مضى إلى معايير هوليوود الاحترافية.
ديزني، من جانبها، وضعت ضوابط صارمة للاستخدام تضمن حماية العلامة التجارية وعدم تشويه صورة الشخصيات. لا يُسمح باستخدام أصوات الممثلين الحقيقيين أو تقليدهم، كما يتم منع أي محتوى مسيء أو خارج السياق الذي يتماشى مع القيم الأساسية للشركة. هذا التوازن بين الإبداع والرقابة يعكس إدراك ديزني لحساسية المرحلة، ورغبتها في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون التفريط في إرثها الممتد لعقود.
الخطوة تحمل أبعادًا اقتصادية واستراتيجية أعمق، إذ تشير إلى إيمان ديزني بأن مستقبل صناعة المحتوى لن يقتصر على الإنتاج التقليدي، بل سيتحول إلى منظومة تفاعلية يقود فيها المستخدم جزءًا من التجربة الإبداعية. هذا التحول قد يعيد تعريف مفهوم الملكية الفكرية، ويغير شكل العلاقة بين الشركات المنتجة والجمهور.

ديزني توقع اتفاقًا تاريخيًا مع OpenAI
في المقابل، يعزز هذا الاتفاق موقع OpenAI في سوق المحتوى المرئي، حيث تنتقل من مجرد شركة نماذج لغوية إلى شريك أساسي في صناعة الترفيه. دمج Sora مع علامات تجارية عالمية يرسخ فكرة أن ذكاء اصطناعي لصناعة الفيديو لن يكون أداة جانبية، بل منصة إنتاج متكاملة قادرة على منافسة الأساليب التقليدية.
مع ذلك، تثير هذه الخطوة تساؤلات واسعة حول مستقبل الوظائف الإبداعية، ودور الفنانين والمخرجين في عصر يصبح فيه توليد الفيديو ممكنًا من خلال أوامر نصية. إلا أن الاتجاه العام يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يلغي الإبداع البشري، بل سيعيد تشكيله، ويمنح المبدعين أدوات أقوى لتوسيع أفكارهم بدل استبدالهم.
في النهاية، يعكس اتفاق ديزني وOpenAI تحولًا حقيقيًا في صناعة الترفيه، حيث يتقاطع الخيال الإبداعي مع قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومع تطور هذه الشراكات، يبدو أن ذكاء اصطناعي لصناعة الفيديو سيصبح أحد الأعمدة الرئيسية لمستقبل المحتوى الرقمي، فاتحًا آفاقًا جديدة للإبداع، التفاعل، وصناعة القصص.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر





