واجهات الاستخدام … الخيط الرفيع بين صرخة الاعجاب و زمجرة الغضب
انها حقا قضية شائكة، فهذا العنصر الخفي هو المسؤول الاول في كثير من الاحيان عن نجاحات كثيرة و اخفاقات اكثر، دار بخلدي للحظات ان نطلق عليه العنصر المهمل و لكنني تراجعت سريعا فهو حقا ابعد ما يكون عن ذلك، فالجميع يدرك اهميته، الشركات المنتجة تضعه نصب اعينها دائما و ان اخطأت في ان تعطيه حقه احيانا او جاوزها الصواب في ذلك، و المستخدم دون ان يدري او يدرك يضعه في قائمة اولوياته حين يقيم نتاج هذة الشركات و ان اختلفت مسمياته من شخص لآخر …
هي واجهات الاستخدام، و هي حولنا في كل مكان، ليس فقط في عالم التكنولوجيا و المنتجات الالكترونية و لكن في كل شئ – و ان كان خارج موضع حديثنا الآن. و في عالم التقنية تصبح اكثر اهمية، لا تبحث عنها كثيرا فهي حولك في كل مكان، في كل منتج الكتروني بداية من الراديو و حتى الهاتف المحمول و في كل نظام تشغيل.
البعض يسميها سهولة الاستخدام – Ease of use -، و البعض يطلق عليها صداقة المستخدم – User friendly – و من لا تعنيه المسميات كثيرا قد يعوض عن ذلك بوصف بسيط و هو الشعور بالراحة عند التعامل مع منتج او نظام تشغيل معين. و لكن الخلاصة هو ان الجميع يضع واجهات الاستخدام في مقدمة اهتماماته حين الحكم علي آي منتج حتى و ان لم يشعر بذلك.
الأمثلة التي تؤكد الدور الحيوي الذي تلعبه واجهات الاستخدام في صناعة هذا الخيط الرفيع بين النجاح و الفشل عديدة و لكن لا يمكننا ان نغفل المثال الاشهر لها و هو منتجات ابل التي اجادت اللعب علي وتر واجهات الاستخدام لتجني لنفسها ملايين المحبين حول العالم الذين باتوا يقنعون بمنتج قد يفتقد لبعض الوظائف او يفرض بعض القيود في مقابل الحصول علي تجربة استخدام يجدونها سهلة، مريحة او ببساطة صديقة للمستخدم.
و لكن الرسالة الاهم التي نبحث عن ايصالها اليوم لا تتعلق فقط بواجهات استخدام انظمة التشغيل و هو المجال الذي اصبح محل الانظار مؤخرا و موضعا لفرق هائلة من الباحثين في كل من الشركات الكبري المعدودة التي اصبحت تملك و تطور لنا انظمة التشغيل الرئيسية التي نستخدمها جميعا بصفة يومية سواء عبر حاسباتنا او اجهزة الهواتف الذكية و لكنها تتعلق كذلك بكل منتج الكتروني من حولنا حتي و ان لم يحتوي علي شاشة عرض.
لتدرك ما اتحدث عنه هنا، دعني اسألك هذا السؤال، متي كانت المرة الاخيرة التي تصفحت فيها دليل الاستخدام قبل ان تقوم بتشغيل حاسبك او هاتفك المحمول ؟ بل دعونا تكون اكثر جرأة فنسأل هل تعلم ان كان قد صاحب هاتفك او حاسبك الجديد دليل استخدام من الاساس؟؟ نعم الواقع هو ان العديد من شركات انتاج الأجهزة الالكترونية المزودة بانظمة تشغيل قد تخلت كليا او جزئيا عن مفهوم دليل الاستخدام لان الغرض من وجود نظام تشغيل ذكي مزود بواجهة استخدام عملية هو ان يصبح المستخدم في غير حاجة لوجود دليل استخدام يرشده الي كيفية استخدام منتجه الجديد، الغرض الرئيسي من وجود واجهة الاستخدام الصديقة للمستخدم هو ان تكون كافية و مباشرة في حد ذاتها الي المدي الذي يجعل استخدامها نابع من الذات و من سليقة الانسان و ليس بحاجة الي تعليم مستقل، فالاداة او المنتج هي وسيلة للقيام بوظيفة اخري و ليست هي في ذاتها وظيفة بحاجة الي تعليم.
ربما تكون هذة الكلمات سالفة الذكر صعبة التحقيق حرفيا في عالم الواقع، و لكن واجهة الاستخدام المحكمة، الذكية هي تلك التي يستطيع الشخص استخدامها في القيام بالمهام و الوظائف الرئيسية علي اقل تقدير دون الحاجة الي تعلم و معرفة معقدة.
هذا المفهوم هو ما نجحت بالفعل في تحقيقه بدرجات متفاوتة الشركات القائمة علي انظمة التشغيل الكبري حاليا سواء للحاسبات او الهواتف الذكية و بشكل عام لمعظم الأجهزة التي تحمل شاشة عرض و نظام تشغيل فعلي. و علي قدر هذاالتفاوت تتفاوت كذلك نجاحات هذة الشركات و نجاح منتجاتها في الاسواق و بخاصة في اوساط المستخدم التقليدي اكثر من المتخصص او المحترف.
و لكن ما لم يتحقق مطلقا الى اليوم هو الانتقال بهذا المفهوم الي الأجهزة الأكثر بساطة، فما لا يمكنني ان افهمه حتي الان هو كيف احتاج الي قراءة متمعنة لدليل الاستخدام الخاص باداة لا تقدم سوي وظيفة واحدة مثل جهاز الجي بي اس الذي امسك به بين يدي الآن او ساعة اليد التي تطوق معصمي يوميا او النظام الصوتي في سيارتي لكي استطيع القيام بهذة المهام المحدودة التي تقدمها هذة الأجهزة في الوقت الذي لم القي فيه نظرة واحدة علي دليل الاستخدام الخاص بعشرات الأجهزة الالكترونية الجديدة كليا و الاكثر تعقيدا التي استخدمها او اختبرها بصفة يومية
من السهل ان نقول ان المساحة المحدودة او قيود التصنيع هي السبب في ذلك و لكن وجود بعض هذة الادوات و الأجهزة البسيطة التي نجحت في تقديم واجهة استخدام ذكية بلمسات بسيطة مثل اضافة بعض النقوش الي الازرار او مجرد وضعها في المكان المناسب يعني ان الطريق مفتوح لتطوير واجهات استخدام اكثر ذكاءا مهما كان المنتج و الاكيد هو ان من يستغل هذا العنصر الخفي سوف يجني الكثير.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
اشكرك يا احمد على هذا المقال الرائع وفعلاً واجهات الاستخدام لكل شيئ هي الحد الفاصل بين قبول المستهلك للسلعه وبين رفضه. وسيدة هذا المجال من وجهة نظري هي (ابل) رغم عدم تفضيلي لاجهزتها .ارجو ان لايكون ذكري لشركة ابل بداية لنقاش تافه عن افضلية شركة على اخرى كما هي العاده في منتدياتنا العربية .
اجدد شكري لكاتب المقال والمبدع دائماً احمد.
في تطوير المواقع نسميه
قابلية الاستخدام
بالمناسبة, أعتقد أن أبل لم تستغل هذه النقطة بما يكفي فالواجهة الرئيسية للآيفون لا تحتوي إلا على البرامج فقط
قارن هذا بالانظمة الاخرى لترى الفرق
فعلاً الأمر كما طرحت ولأنه ليس سهلاً أن تجعل الأمر سهل فلهذا تفشل الشركات في تقديم الواجهة الأنيقة والخالية من المشاكل ، ولهذا تتردد الكثير من الشركات من تغيير الواجهات التي تعود عليها المستخدمون في أنظمتها خوفا من ردة الفعل المبدئية الرافضة عادة لكل شيء جديد .
هذا معياري في الحكم على الأنظمة
جهاز بوظيفه ومهمه واحده ويتطلب دليل استخدام مطبوع من 20 صفحه و مترجم بعشر لغات
X
جهاز multi متعدد المهام و ببساطة النقر على صور و قوائم معدوده بواجة مستخدم ذكيه
هو الفرق بين تدوين السجلات و نظام ارشفه او معاملات ورقي بالمقارنه مع الالكتروني
شكرا للمدون