سقوط مدوي لمشروع حاسب محمول لكل طفل !! من يتحمل المسؤولية ؟؟
سمعنا كثيرا خلال العامين الماضيين عن مشروع حاسب محمول لكل طفل و المسمى اختصارا OLPC (One Laptop Per Children) و الذي كان يسمى طوال العامين الماضيين باسم حاسب المئة دولار, نظرا لأن هدف المؤسسة كان منذ اللحظة الأولى لانشائها هو انتاج حاسب محمول بسعر 100 دولار أمريكي مما يجعله من السهل شراء هذا الحاسب بأعداد هائلة من قبل الدول النامية التي تقمت الى المشروع لتحصل على حواسب محمولة لكل تلميذ من تلاميذ مدارسها. بالأمس أعلن المشروع بشكل صريح خبر يؤكد بجدارة فشله الزريع, فكما ورد في بيانهم الرسمي الصادر بالأمس أصبح بمقدورك الآن الحصول على حاسب OLPC في مقابل أن تدفع ثمن حاسبين ليصلك حاسب و تكون قد تبرعت بحاسب لطفل, المثير في الأمر أن هذا السعر الذي يمثل سعر حاسبين هو 200 دولار أمريكي !!! أي أن سعر الحاسب قد تضاعف و نحن هنا لا نتحدث في زيادة طفيفة في السعر و انما عن تضاعف السعر بشكل كامل, و لم يكلف المسؤولون عن المشروع أنفسهم مشقة النزول الى السوق ليعرفوا أنه بمثل هذا السعر 400$ يمكنك بساطة أن تشتري حاسب محمول حقيقي بمواصفات أقل ما يقال عنها أنها جيدة و بنظام تشغيل حقيقي و ليس النظام محدود الامكانيات الذي يقدمه حاسب المشروع. لا ندري كيف تحول هذا الحلم الذي أقنعت به المؤسسة عدد كبير من الدول الى هذا الشكل المأساوي, علما بأن مؤسسة OLPC قد تلقت دعما بمبالغ طائلة من مؤسسات دولية و من الدول المشاركة في المشروع لتحقيق الهدف الذي أنشأت من أجله و من المفترض أن تكون المؤسسة مسؤولة عن تحقيق أهدافها لا أن تحطمها بكل بساطة و كأن شئ لم يكن !!
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
المشروع لم يفشل ولم يتحول إلى مأساة
التكلفة الحالية لإنتاج الحاسوب 175 دولار ويتوقع أن تنخفض مع بدأ انتاج الحاسوب بكميات كبيرة.
أما عن مبادرة اشتر واحدا وأعط واحدا فلا أدري ما وجه مقارنتها بشراء حاسوب ب 400 دولار، ففي حال المبادرة ستكون قد تبرعت بحاسوب لصالح طفل من دول العالم الثالث وهذا ما لا تحصل عليه حين تشتري حاسوبا عاديا.
أما عن نظام تشغيل الحاسوب فليس نظاما متواضعا، بل نظام صمم من الصفر للأطفال، ليلبي احتياجاتهم وليكون أداة للتعلم والاستكشاف وليس جهاز للقيام بأعمال السكرتارية، هذا عدا المميزات الأخرى التي يوفرها الحاسوب والتي لا نظير لها في السوق؛ عمر البطارية، الشاشة التي تعمل في وضعين (مضائة أو في ضوء الشمس) ، الشاحن اليدوي، الشبكة التي لا مثيل لها، البرمجيات التي صممت لتسمح للأطفال بالتفاعل والمشاركة وعشرا الابتكارات الأخرى التي لا سابق لها.