لا يحتاج أن أذكركم فهذا الموضوع منقول من أحد المواقع الفكاهية
ولكم جزيل الشكر ....
وبعد عدة أيام من زواجي وبعد إحساسي بالملل والضيق من جراء المكوث بالمنزل وبحسب النصائح التي لدي والتي تنصح الزوج بعدم الخروج من المنزل منفرداً في الأيام الأولى من الزواج كي لا تكثر الشائعات والأقاويل التي ربما تشير إلى عدم توفقهما ، لم اعتاد على الارتباط أو السجن وكبت الحرية فأنا أعشق الحرية وعدم المسئولية .
طلبت من زوجتي أن تهيئ نفسها لزيارة أهلها ولكي أجد عذراً لزيارة أصدقائي فلقد اشتقت إليهم كثيراً ، ذهبت إلى مكان تجمع أصدقائي بعد أن أوصلت زوجتي ، ولسوء الحظ لم أجد سوى أحدهم والذي اخبرني أن البقية ربما يأتون في أي لحظة على حسب ظروفهم وارتباطاتهم ، وبعد أن استقبلني استقبالاً حاراً جلسنا سوياً نتبادل أطراف الحديث عن أمور الزواج ، لقد صارحته ببعض الأمور وطلبت المشورة منه ببعضها .. قال صاحبي : يا محمد أنت إلى الآن تمشي بالطريق الصحيح
- ولكن يا طارق أحس أن فيه فضاوة بيننا
- فضاوة .. ليش الأخ قير .. تقصد فجوة
- بالضبط .. فجوة ببعض الأمور
- أجل وش راح تسوي في السنين الجاية ؟ أنت الحين لسى ما كملت أسبوع ، ومن الطبيعي أنكم ما تأقلمتوا على بعض لحد الحين .. يعني فيه أشياء ما راح تتأقلمون عليها إلا بعد شهور فلا تستعجل على رزقك
- لا تستعجل على رزقك .. ياخي أنا قاعد اشحذ منك يوم تقولي هالكلام ، أبيك تقولي طرق تقربها مني وتحببني فيها
- ما أظن أن فيه علاج للمرض هذا آلي هو أنت ، ومع ذلك راح أعطيك كم نصيحة لعلى وعسى
- طيب عطني وأنا أجرب أن أنجحت هذا هو المطلوب وأن ما أنجحت بالطقاق فأنا سويت آلي علي
- طيب قرب أذنك أخاف أحد يسمعنا .. اقترب طارق مني وشرع بالحديث في إذني عن طريقته وأنا مابين مصدق ومكذب لما اسمع من كلامة .. أوه .. أوه كل هذا يا ظالم اسوية أنا بروحي
- أكيد .. لا واسمع بعد
- ها .. ها .. والله انك إنسان منحط
- منحط وإلا مشيول هذي جزاتي أني قاعد أعلمك
- ولا تزعل عطني رأسك أحبه .. ودعت صاحبي وشكرته ، عندما كنت هاماً بالخروج صادفت أخي الأحمق عند الباب .. قلت : وش جايبك هنا ؟؟
اقترب مني وقال بصوت منخفض : صراحة أنا قايل لهم أنك مرسلني احل مكانك في فترة غيابك علشان تحلل افلوسك
- يلعن شيطانك تصدق كانت فايتتني هذي ، بس هذا مو سبب يخليك تارثني وأنا حي ، أمي قالت لي أنك استوليت على غرفتي وعلى ملابسي حتى موقف انعالي ، ومع ذلك أنا كل يوم أتذكرك بالخير يوم اسمع شخير المذكورة أعلاه
- الحين آلي يسمعك يقول : أبد مايشاخر
- أنا على الأقل مانزعج من شخيري لأني ماسمعه .. بس انتم شخيركم يزعجني
- لا ياشيخ .. طيب والسعابيل ؟
- أقول انطم وبلاش فضايح .. إلا على طاري السعابيل ليش ماتسيرون علينا
- والله وصرت رجال وتعزم
- تسيرون .. مو تتعشون ياغبي .. خلاص أنسى الموضوع .
لقد امتلاء عقلي واضطرب فؤادي واحترت في أمري لما سمعته من صاحبي ، هل اعمل بما قال أم أنسى الأمر ؟؟ في نهاية الصراع الدائر بين عقلي ونفسي بين السذاجة والحضارة قررت أن انفذ ما قاله صاحبي ، وصلت لبيت أهل زوجتي أخذتها واتجهت نحو منزلنا وأنا شارد الذهن ، كيف لي أن أفاتحها في الموضوع ؟؟ وماذا سيكون رد فعلها ؟؟ كل هذه الأسئلة كانت تدور بخلدي ، وصلنا إلى المنزل ، جلست على أول كرسي صادفني ، أمامي شاشة التلفاز ، اقلب القناتين ، أحاول أن طرد الأفكار السوداء من رأسي ومخيلتي .. سألتها بصوت عالي : وش راح تعشيننا اليوم
- ابسويلك اومليت
- أم ليت .. وش تصير هذي لا يكون جايبتها من بيت اهلك
- لا لا هذي بيض مقلي
- طيب قولي بيض مقلي ليش الفلسفة آلي مالها داعي
- والله أني كرهت كلمة بيض مقلي لأني من يوم جيت هنا وأنا مآكل إلا هو
- احمدي ربك غيرك مو لاقي هالنعمة .. تدرين أنا بعد مليت من البيض المقلي .. وش رأيك نبذخ ونسرف ونخربها اليوم .. طفي على أم ليت هذي مادري أم لو .. ألي قاعده تسوينها
- ليش وش أنت ناوي عليه ؟ ارتسمت على محياي ابتسامة خبث ومكر وقلت : اصبري اشوي وشوفي .. ذهبت إلى المستودع ، وبعد لحظات عدت وناولتها معجون طماطم وبصل وقلت لها : الحين اضبطي لنا شكشوكة .. وش رأيك ؟؟
- أنا مادري وش آلي معجبك في البيض أكيد أمك يوم كانت حاملة فيك كانت تتوحم بدجاجة
- والله صرتي تنكتين بعد هذا آلي ناقص .. أقول لا يكثر هرجك .. اضبطي العشاء وأنا بضبط الجلسة
- جلسة شعبية .. وإلا جلسة على الرصيف هاها
- هاها .. ياثقل دمك هذا وأنت لسى ماكلتي طماط .. خرجت من المطبخ واتجهت إلى الصالة .. أنظر وابحث عن الابجورة التي ذكرها صاحبي ، لم أجدها ، فتشت عنها في كل مكان ، قلت في نفسي يا خسارة من أولها خربت ، بس لازم ألقى لها حل ، عدت إلى المطبخ وأخذت كيس قمامة اسود وطلبت منها أن لا تخرج من المطبخ حتى أنادى عليها ، وبعد نصف ساعة من الأعمال الشاقة صرخت منادياً زوجتي : أم زنيفر ياله تعالي .. لم تجيب .. صرخت بها مرة أخرى وأيضاً لم تجيب قلت بعد أن احمرت عيناي من الغضب : أنت يالي في المطبخ صمخ إنشاء الله ما تسمعين
- تناديني أنا
- آيه أنتي فيه أحد غيرك هنا
- طيب منهي أم زنيفر هذي
- أنتي .. اجل تبيني أقول اسمك قدام الناس آلي قاعدين يقرون الحين عيب .. خرجت تحمل بين يديها صينية الأكل الشهي ، وقفت تنظر بدهشة ، جاحظة العينين فمها على مصرعية ، تنظر إلى السقف ، لحظات من الصمت وتجمد الأطراف ، قالت بصوت متقطع وعيناها مسلطتا إلى الأعلى :
وش قاعد تسوي .. انهبلت
- ها .. بصراحة قولي وش رأيك بالصالة
- امممم طالعة كنها غرفة تحميض صور .. ليش مغطي الثريا بكيس الزبالة
- علشان تصير الإضاءة خافته .. لزوم الجلسة الرومانسية .. أف بغيتي تنسيني .. وين عصا المكنسة
- وش تبغي فيها بعد .. وش رأيك أجيب لك الدرام مرة وحده يالبلدي المبدع
- أدري انك منقهرة .. أبيها علشان كل اشوي أحرك الثريا وتصير مثل الدسكوات آلي في الأفلام - أنا قلت الأفلام لأني ما قلت لهم أيام الخطبة أني قد سافرت للخارج :* -
- الله يصبرنا على هبالك
- أقول تعالي وحطي الأكل على الطاولة للحين أجي واتوطى في بطنك
- طيب لا تنفخ ..
وضعت الصينية على الطاولة وجلست ، جلست مقابلاً لها ، الإضاءة خافته والمكان هادى ، وقفت بسرعة وقلت : أف نسيت الموسيقى الكلاسيكية
- وشوله الموسيقى
- وش يعرفك أنت للجلسات الرومانسية حدك جلسات مطعم بخاري .. إلا ما عندك أشرطة موسيقى
- واحنا عندنا مسجل علشان تكون عندنا أشرطة
- أي والله صح طيب وش العمل
- مو لازم موسيقى
- إلا لازم .. حتى لو أضطريت أني اغني لك .. أني مني مو .. أني مني مو .. أني أني .. أوه لقيتها كم الساعة الحين
- عشر إلا ربع
- تمام يعني الأخبار قد بدت ، أسرعت نحو التلفاز فأشعلته ، ابتسمت ابتسامة الرضا ، موسيقى تصويرية طويلة نوعاً ما ، ولكن هناك مشكلة أخرى ضوء التلفاز يشوش على الضوء الذي أتعبني حتى جعلته بهذا الشكل ، أخذت شماغي وغطيت به الشاشة .. عدت إلى مكاني أمام المائدة وأمام الجمال المكبوت والحبيس في وجه زوجتي ، أضاءه تجلب النوم ، موسيقى متذبذبة ، أحرك الثريا مابين فترة وأخرى بالعصا ، الإضاءة بدت وكأنها امرأة مخمورة تترنح ، اتأمل زوجتي ، أغمز لها ، اراقص حواجبي العريضة ، تنظر إلي بتعجب واستنكار
- سلامات عينك فيها شي
- لا بس الظاهر دخلت فيها نحلة
- هاها .. نحلة .. علي هالكلام ادري انك تحاول تغازلني
- يا بنت الايه وشلون عرفتي ، أكيد تتابعين مسلسلات واجد
- نفس حركات جدي إذا قعد يغازل جدتي الله يرحمهم
- تقصدين أن هالحركات قديمة من يوم كان الحب طين
- طين .. وشلون طين ؟
- مادري .. تناولت قطعة خبز وحشوتها بيضاً ، ثم مضغتها ، زوجتي تنظر إلى كالعادة تنتظر تذمري من طبخها ، بدأت ملامحي تتغير وترتسم التجاعيد على وجهي ، حالة اشمئزاز وعدم صياغة لمذاق الأكل ..
- وش فيك تعبط وجهك الأكل فيه شي ؟
- يعني .. طعم البيض غريب اشوي كن فيه طعم فلوريدا ، وش أنت حاطه فيه ؟
- قصدك الفلورايد ، والله ماحطيت شي ، خلني أذوق ..
تناولت قطعة صغيرة من الطبق ووضعتها في فمها وعندما لامست القطعة لسانها قذفت بها خارجاً .. وععععععععع .. وش ذا ؟؟ وفي هذه الأثناء شهقت أنا ، -
صرخت زوجتي : فقاعة صابون طلعت من افمك .. هاهاها
-الحين عرفت السبب ، يا بنت آلي مانب قايل حاطه صابون بدل الملح ؟
- لالا والله ماحطيت صابون
- ياجنطة ياغبية … العلبة البيضاء ألي في المطبخ حقت الملح فيها صابون
- وش يدريني .. أحد يحط في علبة الملح صابون
- إيه حتى أسالي المطاعم .. غضبت من هذه الفعلة ، وتعكر مزاجي نزعت الكيس من الثريا إعلانا مني بانتهاء العرض ، أحست هي أنني متكدر من فعلتها وإهمالها ، حاولت بشتى الطرق أن تراضيني ولكن جميع محاولاتها لم تفلح وجميع كلماتها لم تحرك بي ساكناً ، عندها وكمحاولة أخيرة
قالت : وش رأيك تجيب لنا عشاء من برى
- هو موت وخراب ديار
- رح جب لنا سندوتش بيض من آلي أنت تحبها .. قالتها وقد ارتسمت على شفتاها ابتسامة هادئة وبيدها ضربتني بخفه على كتفي بمعنى أنها آسفة
- لا تطقين .. مانيب رايح
- العشاء على حسابي بس لا تزعل عمرك ياعمري
- منزينك أنت وعمرك نصفه في الحراج تبيعين موية صحة
- قلت لك على حسابي يا أبن الحلال
- والله على حسابك .. ياله هاتي الفلوس
- خذ هذي خمسة ريال جب أربعة سندوتش وواحد بيبسي
- ليش أنت ماتبين بيبسي
- إلا أبي .. البيبسي لنا أنا وياك
- معصي .. تدرين عطيني عشرة خلينا نمتع أنفسنا
- عشرة ليش ؟؟ وإلا