نقلت "مجلة صانعوا الحدث" معلومات خطيرة عن الخطوط السعودية و فضيحة 16 مليون راكب, عندما قامت بمقارنة ما قامت به الخطوط السعودية مع الخطوط الامارتيه و الفروق الكبيره بين الشركتين ونسبة الارباح, اترككم مع الخبر ولكم التأمل
خلال استعراض نتائج العام الماضي 2004، أوضح الدكتور خالد بن عبد الله بن بكر مدير عام الخطوط الجوية السعودية، أن المؤسسة واصلت تحقيق معدلات عالية في أعداد الركاب لأول مرة منذ تأسيسها قبل ستين عاماً، حيث تم نقل خمسة عشر مليوناً وثمانمئة ألف راكب بزيادة قدرها مليون وثلاثمئة ألف راكب عن العام الذي سبقه 2003، مبيناً أن المؤسسة استطاعت خلال السنوات الاخيرة تخطي معدل نقل الركاب الذي كان لا يتجاوز 12 مليون راكب بين عامي 1993 و1999م، ليرتفع العدد في عام 2000 ـ 2001 إلى 13 مليون راكب، وإلى 14 مليون راكب خلال عامي 2002 و2003، وليتحقق في 2004 أعلى معدل لنقل الركاب في تاريخ المؤسسة بتجاوزها الخمسة عشر مليون راكب، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد خلال عام 2005 أكثر من 16 مليون راكب. هذه الأرقام تبدو جيدة ومشجعة عندما تعرض لوحدها فتقارن الماضي بالحاضر، وهي طريقة مقارنة لا تصلح أبدا لقياس الأداء الاقتصادي للمؤسسات، لأن المقارنة يجب أن تكون مع المنافسين، أو أن تكون مقارنة بين الحاضر والممكن، وحتى تتضح ماهية هذه الأرقام يجب أن نعرف أن الخطوط الجوية السعودية تشغل مئة وتسعة وثلاثين طائرة، وللمقارنة نورد أرقاماً مماثلة من شرطة طيران الإمارات التي تمتلك ستة وسبعين طائرة فقط، وقد نقلت العام الماضي إثنا عشر مليوناً وخمسمئة ألف راكب، غير أن المقارنة الأكثر تعبيراً عن الأداء هي مقارنة الأرباح، فقد حققت الخطوط الجوية السعودية بطائراتها المئة وتسعة وثلاثين وركابها الخمسة عشر مليوناً أرباحاً قدرها مئة وخمسة وعشرين مليون دولار، أما طيران الإمارات فقد حققت بطائراتها الست والسبعين وركابها الاثنا عشر مليوناً فقط أرباحاً قدرها ستمئة وسبعة وثلاثين مليون دولار، أي خمسة أضعاف ما حققته الخطوط السعودية، والأمر لا يقف عند هذا الحد، لأننا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن خبرة الخطوط السعودية في مجال عملها تبلغ ستين سنة، وهي ثلاثة أضعاف عمر شركة طيران الإمارات، اتضح لنا بشكل جلي ضعف أداء الخطوط الجوية السعودية.
في العدد الخامس من الشهر الفائت "سبتمبر" من جريدة الرياض كتب علي خالد الغامدي "اضحك كلما قرأت إحصائية الخطوط السعودية عن عدد الوجبات التي قدمتها لمسافريها خلال عام، أو خلال نصف عام، أو خلال ربع عام، لدرجة أتصور معها ـ من تكرار هذه الأخبارـ أن هناك اتجاهاً لتقديم معلومات إضافية عن عدد "أكياس البصل، والأرز، والثوم، وكراتين الصلصة، والبندورة، وعلب الملح، والفلفل" التي استخدمت في إعداد هذه الوجبات لتكون إحصائية الوجبات متكاملة وشاملة، وقد تصل دقة الإحصائية إلى ذكر مصادر قائمة الطعام بالكامل، ومصادر قائمة العصيرات بالكامل، وقائمة الحلويات بالكامل.
نقول عن إحصائية الخطوط السعودية عن الوجبات الغذائية التي تقدمها للمسافرين بأنها إحصائيات ضاحكة لأنها تأتي بمناسبة، ومن دون مناسبة، ولأنها تأتي بمعنى، وبدون معنى، ولأنها تمتلك أخباراً أفضل منها بكثير، فماذا يهم أن تقدم الخطوط السعودية إحصائية عن عدد الوجبات الغذائية "إلا أن تكون بقية شركات الطيران الأخرى لا تقدم للمسافرين معها أي وجبات غذائية، وتتركهم جياعاً طوال الرحلة، فيكون ذلك مبرراً للخطوط السعودية أن تقدم هذه الإحصائية وان تضيف إليها عدد أكياس البصل التي استهلكتها في طبخها، وعدد حبات الرز التي استخدمتها، وأنواع الملح، والفلفل، والبهارات التي اضافتها لها" ومضى الغامدي في سرده خالطاً الجد بالهزل في مراراة واضحة، وهي نفسها المرارة التي نسمعها من كثير من مستخدمي هذه الخطوط، سواء أكانوا سعوديين أو أجانب، مما يعكس عدم الرضى، ومما يعني أن الخطوط السعودية، وفي أحسن الأحوال، ليست بالمستوى الذي تحاول أن تضع نفسها فيه من ناحية الأداء، إلا أنها ولكونها الشركة الوحيدة في السعودية، لا تجد نفسها مضطرة لمنافسة أحد، في واحد من الأمثلة العديدة التي تؤكد إشكالية القضية الاقتصادية المطروحة دائماً المنافسة في مواجهة الاحتكار.
الخطوط السعودية من طرفها تعتبر أنها في منافسة وإن لم تكن منافسة مع خطوط سعودية أخرى، فهي منافسة مع خطوط دول أخرى تسير رحلاتها للسعودية، وقد أشار خالد بن بكر عند إطلاق حملة "نجتهد لرضاكم" ، بأن الشركة " لن تدخر جهداً من أجل تحقيق أفضل مستويات الخدمات الأرضية والجوية لتحافظ على مكانتها المرموقة بين كبريات شركات الطيران العالمية والمنافسة بقوة في سوق النقل الجوي، الأمر الذي يتطلب من منسوبي الشركة، مضاعفة الجهود للمحافظة على التميز وتحقيق التفوق في الخدمة في ظل الدعم والرعاية اللذين تحظى بهما الشركة من الحكومة". غير أن ما لم يشر إليه بن بكر هو هذه المكانة المرموقة التي يتحدث عنها وهي الثامنة والعشرين بين مئتين وسبعين شركة طيران، منها خطوط زائير وزيمبابوي وبنغلادش، ومنها خطوط تمتلك طائرتين أو ثلاث، كما أن الدعم الذي تتلقاه السعودية ليس دعم الحكومة فقط، بل كونها شركة طيران الأراضي المقدسة التي يؤمها ثمانية ملايين مسلم سنوياً بين حاج ومعتمر.
في يناير الماضي تسببت شركة الطيران السعودية في خسائر ضخمة لشركات الحج والعمرة، قدرها عبد المجيد الجريسي رئيس اللجنة الوطنية لشركات الحج والعمرة في مجلس الغرف السعودية بنحو 80 مليون ريال نتيجة لإلغاء عدد كبير من الحجاج المرتبطين مع هذه الحملات لأداء مناسك الحج لهذا العام حجوزاتهم في مختلف مناطق البلاد، نظراً لتأخير مواعيد معظم رحلات الطيران لمدة 24 ساعة، مشيراً إلى أن هذه الخسائر نجمت بسبب الاخفاقات في الحجوزات وسوء الخدمات من قبل شركة الخطوط السعودية، والتي أدت إلى اعتراض عدد كبير من الحجاج الذين يرغبون في أداء هذه الفريضة مما جعلهم يلغون ارتباطاتهم مع هذه الحملات مستغلين سياراتهم الخاصة بدلاً عن الطيران، وطالب الجريسي بأن يطبق نظام الغرامة المنصوص عليه في العقد عند تأخير مواعيد إقلاع الرحلات على الطرفين وليس على شركات الحج فقط ، وهو شرط مجحف إذا طبق على أحد طرفي العقد فقط، وطالب الجريسي بتشكيل لجنة رفيعة المستوى من الطيران المدني لدراسة هذه الأحداث وما صاحبها من اخفاقات ومشاكل حتى لا تتكرر في الأعوام المقبلة، ودعا المسؤولين في الخطوط السعودية للاجتماع مع ممثلين لشركات ومؤسسات الحج لتقديم الاعتذار لهم لما حدث من إخفاقات أدت إلى هذه الخسائر، ومناقشة الموضوع ودياً. من جانبها قالت الشركة أنها قامت بتنفيذ خطة بديلة شاملة لكافة رحلات الحج عقب صدور بيان مجلس القضاء الأعلى، الذي أكد ثبوت الرؤية الشرعية لهلال ذي الحجة، أي أن الشركة فوجئت بأن الأربعاء وليس الخميس هو يوم الوقفة في عرفات، وكأنها لم تنقل حجاجاً على مدى الستين عاماً الماضية، وكالعادة عددت الشركة فضائلها بأنها "قامت بتكثيف أعداد الرحلات الخاصة بالحج ومن بينها الرحلات المؤجرة لحملات الحج والتي بلغ عددها 140 رحلة خاصة من مختلف مناطق المملكة، منها 52 رحلة خاصة من مدينة الرياض وحدها، حيث قامت الشركة بتسيير هذه الرحلات اعتباراً من الساعة 5.45 دقيقة من فجر يوم الثلاثاء 18 يناير، وبمعدل رحلة كل دقيقة على مدار الساعة وحتى فجر يوم الأربعاء". نافية صحة المعلومات التي أشارت إلى وجود إخفاقات في الحجوزات أدت الى تأخير عدد من الرحلات، وفيما يتعلق بأسعار التذاكر قالت الشركة إنها أقل من السعر الذي يغطي التشغيل. على الجانب الآخر، وفي قضية أخرى تقدمت شركة الخطوط العربية السعودية بقضية لديوان المظالم ضد أحد المتعهدين في برنامجها عالم السياحة، لأن المتعهد حسبما جاء في دعوى الشركة تسبب في توقف البرنامج وتكبد الخطوط الجوية العربية السعودية لخسائر مالية كبيرة بسبب الثقة التي منحتها لهذا المتعهد والذي لم يستطع أن يفي بمتطلبات العقد، وكان البرنامج قد نقل في السنة التي قبلها عشرة آلاف مسافر، فهل يعني ذلك أن ربح الشركة من كل مسافر قد بلغ ألف ريال؟!
المشكلة في الحقيقة ليست في شركة الطيران العربية السعودية بحد ذاتها، بل في كل الشركات التي تتلقى دعماً حكومياً، وحماية تمنع عنها المنافسة سواء كان ذلك في مجال الطيران أو غيره، وإذا نظرنا إلى شركات الطيرات التسع العاملة في منطقة الخليج تأكدت لنا هذه الحقيقة، فها هي شركة طيران الخليج وبعد أكثر من ثلاثة عقود على إنشائها من قبل أربع دول خليجية، تتعرض لمنافسة لا تستطيع دفعها من شركات الطيران الناشئة كالقطرية والإماراتية، وكانت قطر قد انسحبت من الشركة بعد أن تراكمت الديون عليها لتبلغ 700 مليون دولار، كما طلبت أبوظبي الشهر الماضي الانسحاب منها رسمياً، كما سجلت شركة الطيران الكويتية خسائر متتالية خلال خمس عشرة سنة بالرغم من كل الدعم الذي تتلقاه من الحكومة.
في يوليو الماضي انطلقت أول شركة طيران سعودية خاصة للرحلات الداخلية، وقد بدأت بثلاث طائرات من طراز أيرباص 319 بتسيير عدة رحلات بين الرياض وجدة على أمل أن تضيف طائرتين أخريين في مطلع العام المقبل 2006 ومع أن هذه لا تمثل منافسة للخطوط السعودية لأنها تعتمد على خدمة ممتازة ومكلفة، ولأن الخطوط السعودية تسير ست عشرة رحلة بين الرياض وجدة يومياً، إلا أن انطلاق هذه الشركة يعني أن الباب أصبح مفتوحاً لشركات أخرى، ولا شك أن عدداً من رجال الأعمال يدرسون إمكانية تشكيل شركة أكبر وعندها سوف تبدأ المنافسة الحقيقية مع السعودية للطيران، وسوف ينتهي مع هذه المنافسة عصر الأرباح السهلة، والقطاع العام المدلل، فهل ستستطيع شركة الطيران السعودية الصمود في منافسة حرة؟ أغلب الظن أنها سوف تستطيع، ولكن.... ليس بهيكلها الحالي، بل بعد الخصخصة
الخطوط السعودية............................ الخطوط الأماراتية
عدد الطائرات 139 ...............................طائرة 76 طائرة
عدد الركاب لعام 2004 15 مليون.............. 5 ,12 مليون
الأرباح (دولار) 125 مليون دولار.............. 637 مليون دولار
الخبرة (سنة) 60 سنة .............................20 سنة
الدعم الحكومي يوجد........................... لا يوجد
منقول