السلام عليكم ورحمة الله
هذه قصيدة للشيخ الخليل النحوي (موريتاني)
بسم الله الرحمن الرحيم
ضرب الجوى لك موعدا * وكأنما حسد العدى
فاشتق من شجن النوى*نارا فشب وأوقدا
فإذا توهجت الدمو*ع تحصنت أن تخمدا
رحل الذين توطنوا*سوداء قلبك مقعدا
وبقيت وحدك بعدهم*قلق الفؤاد مسهدا
قصدوا النبي محمدا*أكرم بأحمد مقصدا
ما كان أكرم لو لحقـ*ـت بركبهم ، ما أسعدا
- 2 -
يا خير من وطئ الثرى*وسعى وطاف ووحدا
يا خير من صلى وصا*م لربه وتهجدا
يا أحمد المختار يا*غوث البرية أحمدا
أيقظْ ضمير النائميـ*ـن فقد جفا وتبلدا
وأنِرْ طريق التائهيـ*ـن فما أضل وأجحدا
واحضر فقد غاب الـصفا*ء وبالصفاء المبتدا
وتسلل الوهن المقيـ*ـت إلى القلوب فأفسدا
دب التنافر بيننا*فهوى بنا وتصعدا
وتصاغرت أحلامنا*وطموحنا وتجمدا
وتدنت الهمم التي*كانت تسامي الفرقدا
وتحولت واحاتنا*أرضا خرابا فدفدا
وتداعت الأمم العدى*عدْوًا ونحن لها المدى
نجتر ألف هزيمة*في ألف نصر للعدى
نبكي على أمجادنا*نبكي العلى والسؤددا
وننال من بنياننا*هدما وننتظر الغدا
كل الجراح ضمادها*جرح تعمقه المُدَى
كل يريد من الحيا*ة الهون أن يتزودا
يستمرئ الإذلال فيـ*ـها والخنوع الأنكَدا
يبغي الحضيض ممهدا*والنهج فيه معبدا
يذر الأصيل سفاهة*ويقدس المستوردا
يدع الرياض عتيقة*والبلبل المتغردا
ويلوذ منها بالسرا*ب فيصطفيه الموردا
والعاصفات من الهوى*تجري فيحتبس الهدى
تذرو الرماد فلا نرى*إلا الغبار الأربدا
والأفق معتمَّ المدى*والليل أسحم أسودا
يا سيدي أنت الرجا*أنت المعد لما بدا
أدرك حريق النار عـمْـ*مَ لهيبها وتمدّدا
أنقِذْ غريق البحر إنْـ*نَ البحر هاج وأزبدا
والسيل قد بلغ الزبى*والجو غام وأرعدا
- 3 -
يا خير من راض القلو*بَ وساسها وتَعَهَّدا
يا آية الخُلْق الحميـ*ـدِ فلا أجلَّ وأحمدا
أتْرِعْ بفيضك كأسنا*فلقد أضرَّ بنا الصدى
واغْمُرْ بنورك دربَنا*واسلكْ بنا جَدَدَ الهدى
وأعد إلينا غَضَّةً*قِيَمَ البطولة والفدا
واعقد لواءك بيننا*أوَ لمْ يحِنْ أن يُعقَدا؟!
أولم يحن للأمة الـ*ـأشياع أن تتوحدا؟!
أولم يحن للمارد الـ*ـمقهور أن يتمردا؟!
أولم يحن لحرارة الـ*إيمان أن تتوقدا؟!
أولم يحن لنضارة*الأيام أن تتجددا؟!
أولم يحن لجحافل الـ*أعداء أن تتبددا؟!
البيت بيتك سيدي*فامنعه أن يتهودا
حسب الرجال مهانة*حسب الرجال تشردا!
- 4 -
يا خير من فتح البلا*د وخير من هزم العدى
من للضعاف الضائعيـ*ـن يناشدون محمدا؟!
نادتك أمتك الجريـ*حة منقذا ومضمدا
كن بلسما لجراحها*واشف الكسيح المقعدا
نادتك خائرة القوى*غرضا لغائلة الردى
طال الكرى فكأنها ابـ*تلعت لألف مُرْقِدا
وأوت إلى كهف فما اتْـ*تَخذوا عليها مسجدا!
ومشت بتيه أربعين*وأربعين.. وأزيدا!
نادتك أمتك الجريـ*ـحة سيدي؛ لب الندا