خبر عجبني بشدة واعتقد الجميع له علاقة فيه
![]()
إلى عهد قريب وتحديدا قبل ثورة الإنترنت واقتحامها منازلنا“ اعتبرت مجلات الحاسب الآلي مرجعاً مهماً للمهتمين بمتابعة أخبار الحاسب والإنترنت ومستجداتها لما توفره تلك المجلات من معلومات لم يكن من السهل الحصول عليها من دون وجود الشبكة.
ومع الوقت اكتظت مكتباتنا المنزلية بالأعداد القديمة لمجلاتنا المفضلة ذات الغلاف المقوى والأسطح اللامعة ..لتضيف رونقا لمقتنياتنا المعرفية. ولكن عصر تجميع مجلات الحاسوب وتصنيفها لم يدم طويلا مع دخول الإنترنت“ ورويدا رويدا بدأنا بقطع اشتراكاتنا بأكثر من مجلة حاسوبية .. حتى أضحى فيه الوقت الذي لم نعد بحاجة لمثل تلك المجلات... مع ثورة ويب 2.0واقتحام خلاصات المواقع لأعمال روتيننا اليومي.
وذلك الاستغناء نابع عن قناعة بأن ما سينشر في المجلة بعد شهر أو أقل سيكون هو نفسه ما قرأناه وقت نشر الخبر من موقعه... فقد أجرى فريق من العلماء دراسة حول متى نطلق على خبر ما بأنه "بائت" وخلصوا بنتيجة مفادها أن أي خبر على الإنترنت يعتبر بائتا إذا انقضى على أول ظهور له على الشبكة 36ساعة فقط. وعطفا على ما جاءت به الدراسة فإن ديناميكية الإنترنت وتغيرها المتسارع تفرض على الأخبار بأن تكون قديمة “لأننا الآن في عصر النشر الشخصي المتاح للجميع.
ولكن إذا أصبحت مجلات الحاسوب غير مجدية أو بالأصح غير مربحة في عصر ويب 2.0فما هو البديل؟... البدائل عديدة وسنذكرها كأمثلة عملية على شبكة الإنترنت. على سبيل المثال، مجلة تكس TUX الالكترونية استمرت لمدة عام كامل بتزويد قرائها بالمجلة مجانا على هيئة ملف PDF، المجلة متخصصة بنظام اللينكس والمصادر المفتوحة ويعمل على تحريرها نخبة من الكتاب المتخصصين. وبدأ من العام القادم يتوجب على من يريد الحصول على نسخة من المجلة الاشتراك بمبلغ رمزي لا يتجاوز العشر دولارات. ولكن ما هي الدروس المستفادة من تجربة مجلة تكس؟
حينما بدأت مجلة تكس بالظهور لم تختر الصيغة المطبوعة من مجلتها بل فضلت استخدام الصيغة الالكترونية لضمان الوصول لأكبر عدد ممكن من القراء هذا أولا. ثانيا فضلت مجلة تكس أن تظهر بصورة متخصصة وتعالج فراغاً معرفياً في عالم المصادر المفتوحة كما أنها استقطبت أسماء أشخاص لهم وزنهم في عالم اللينكس لتحرير صفحات مجلتها. ثالثا حينما قررت مجلة تكس الانقلاب لعالم المجلات المدفوعة لم تتخذ هذه الخطوة من فراغ بل بعد عام كامل من التفاعل والتغذية الراجعة من القراء تبنت هذه الفكرة لضمان استمرارية المجلة بقوتها وأيضا لثقتها بأن المبلغ المدفوع يعتبر زهيدا بالنسبة لمشتركي المجلة الذين لن يترددوا بدفعها.
في المقابل نجد أسماء مجلات حاسوبية لها باعها الطويل في هذا المجال ممن تعمل على النشر الورقي والإلكتروني في نفس الوقت وممن تستخدم القوائم البريدية لنشر ملخص بمحتوياتها أحيانا... بدأت تفقد جزء من قرائها نظرا لاعتمادها على طرح الأخبار "البائتة" أو المراجعات المدفوعة في جزء كبير من المجلة كما يذكر أحد قرائها والذي علق بأن مجلته المفضلة لم تعد مثل سابق عهدها وأن ما تقوم بنشره سيجده بكل سهولة على شبكة الإنترنت.
صحيح أن مجلات الحاسوب مثلها مثل الكتب للبعض والذين يفضلون قراءتها على شكل ورقي... لذلك نجد أن هناك مجلات حاسوبية لا زالت متعلقة بقشة هذه النسبة القليلة من القراء والتي بالكاد تغطي تكاليف رصف المجلة وطباعتها وتوزيعها. ولكن نعتقد أن الوقت قد حان لتغير المجلات الحاسوبية من طريقة عرضها للمادة المطروحة وأن تعي بأن الإنترنت هي أكبر مجلة حاسوبية عرفها التاريخ. نحن بحاجة لمجلات أكثر تخصصية، نحن بحاجة لمجلات تسد ثغرة معرفية، نحن بحاجة لمجلات أكثر نضجا من ذي قبل.... ببساطة نحن بحاجة لإعادة هيكلة للمجلات الحاسوبية“ العربية منها خاصة!!