غزة - "افتح يا رفـح.. أنقـذوا حيـاة أم نضـال"، "لا تتركـوا خنسـاء فلسطين تمـوت"، "يا مصـر العروبـة"، "يا أحرار العالم.. اكسـروا الحصار"، "غـزة تستصرخكم.. أما آن الأوان".
دعـوات أطلقتها حنـاجـر اختنقت بصـوت البكـاء والألـم وهـي تنصت بحزن للأخبـار المحملة برائحة القلق على حيـاة امرأة تمثل للكثيرين رمز العطاء والتضحيـة، وانهمرت الأدعيـة تصحبها مناشدات لفتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة وإنقاذ حياة "خنساء فلسطين".
فمع فجر أمس الخميس أكدت مصادر طبية فلسطينية أن النائب بالمجلس التشريعي عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مريم فرحات "أم نضال" (58 عاما) أصيبت بنوبة قلبية حادة، تستوجب نقلها بصورة عاجلة إلى أحد المستشفيات خارج غزة لإجراء عملية جراحية فورية.
وكشفت مصادر طبية أن "أم نضال" أجرت أمس عملية قسطرة في القلب، حيث اكتشف الأطباء انسداد أربعة شرايين في عضلة القلب، وأقروا عملية جراحية عاجلة خارج غزة.
حالة فريدة
وخلال زيارة قام بها إلى مستشفى الشفاء بغزة، حيث ترقد "أم نضال" في وحدة العناية المركزة، ناشد رئيس الوزراء المُقال إسماعيل هنية مصر فتح معبر رفح فورا، مذكرا بأنها قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء، وأنها "حالة فريدة ولها مكانتها المرموقة بين آلاف المحبين لها في فلسطين وخارجها".
وشدد هنية، الذي كان برفقته رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الدكتور أحمد بحر ووزير الصحة باسم نعيم، على أن حالة "أم نضال" ليست الوحيدة، مشيرا إلى أن الآلاف من المرضى في غزة بحاجة للعلاج بالخارج، وأنهم لا يستطيعون ذلك؛ بسبب الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض على القطاع منذ أكثر من عام.
وطالبت حركة حماس بكسر الحصار وإنقاذ المرضى، خاصة بعد مـوت أكثر من 250 مريضا خلال عام جراء منعهم من العلاج بالخارج.
وتجري وزارة الصحة بالحكومة المُقالة اتصالات مكثفة لنقل "أم نضال" إلى مصر أو أي دولة أخرى من أجل توفير الرعاية الصحية اللازمة.
التزامات التهدئة
ونتيجة لحالتها الحرجة كثفت فضائية "الأقصى" التابعة لحماس تغطيتها بعد منتصف الليل للوقوف على وضعها الصحي، حيت تحدث عدد من نواب التشريعي الذين أكدوا ضرورة فتح المعبر لتتمكن "أم نضال" ومئات المرضى من العلاج بالخارج.
وطالب النواب الحكومة المصرية باتخاذ موقف جريء ومسئول بفتح المعبر، خاصة أمام هروب الاحتلال من التزامات التهدئة التي بدأت يوم 19-6-2008، بعدم رفع الحصار عن غزة إلى الآن.
واشتهرت "أم نضال" خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 بـ"خنساء فلسطين" بعد استشهاد ثلاثة من أبنائها، وسكنت قلوب الملايين عندما ظهرت في شريط فيديو وهي تحمل بندقية وتودع ابنها محمد (17عاما) الذي نفذ عملية استشهادية عام 2002.
واستشهد أكبر أبنائها، ويدعى نضال عام 2003، بينما كان يعد لهجوم آخر، فيما استشهد ابن ثالث يدعى رواد أوائل عام 2005 في قصف جوي إسرائيلي على سيارته التي كانت محملة بصواريخ القسام.
ونظرا للشعبية الكبيرة التي تتمتع بها "أم نضال" رشحتها حماس في الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2006 ضمن قائمتها على مستوى الوطن، وبالفعل فازت في الانتخابات التي وصلت الحركة من خلالها إلى الحكم.