أفرجت السلطات الأربعاء بشكل مفاجئ عن السياسي المعارض أيمن نور بعد أكثر من ثلاث سنوات قضاها في السجن بتهمة التزوير، في خطوة اعتبرها خبراء رسالة حسن نية من الحكومة المصرية إلى الإدارة الأمريكية الجديدة.
وفي تصريحات صحفية عقب الإفراج عنه قال نور الذي يرأس حزب الغد المتنازع عليه إنه سيعود إلى ممارسة دوره السياسي كمصري محب لبلده ومؤمن بضرورة الإصلاح، وليس باعتباري "مؤيدا أو معارضا"، مؤكدا أنه لا يعرف حتى هذه اللحظة أسباب وملابسات قرار الإفراج عنه.
وكان النائب العام عبد المجيد محمود قد قرر اليوم الإفراج عن أيمن نور لأسباب صحية في قرار مفاجئ لم يتوقعه الكثيرون، خاصة أنه تم رفض أكثر من التماس قضائي قدمها محاموه للإفراج الصحي عنه
وردا على سؤال حول مستقبل حزب الغد الذي أسسه ويشهد حاليا انشقاقات بين صفوفه، قال نور: "إن حزب الغد قادم، وسيقوى من أجل الإصلاح في مصر.. لقد كان حركة وسيظل مستمرا بروح الحركة".
وأكد نور أنه لم تفرض عليه شروط من أجل إطلاق سراحه، غير أنه أكد عزمه خوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة، ولم يتطرق لإمكانية خوضه انتخابات الرئاسة مرة أخرى.
ويرى خبراء أن هذا القرار يعد بمثابة رسالة إبداء حسن نية إلى الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما، ورغبة من مصر في إغلاق الملفات الشائكة التي قد تضعها مستقبلا في اتجاه تصادمي مع الإدارة الجديدة.
وشدد المحلل السياسي المصري الدكتور ضياء رشوان على أن الإفراج عن المعارض أيمن نور "يأتي كبادرة حسن نية من النظام المصري تجاه إدارة أوباما".
وأشار رشوان إلى أن هذا القرار يأتي كخطوة مصرية لإغلاق ملف الإصلاحات السياسية حتى يوصد الأبواب أمام أي تدخلات خارجية بزعم حماية الحريات والحقوق.
من جانبه، قال خليل عناني، الخبير في الشئون الأمريكية، إن الإفراج عن نور جاء ضمن التوجه الجديد للسياسة المصرية التي تعتمد على مبدأ "الاستبقاية" المبنية على "نزع فتيل الأزمات لإبطال أى محاولات لتوظيفها خارجيا ضد النظام للضغط عليه أو ابتزازه".
ورفضت الحكومة المصرية من قبل عدة نداءات لإطلاق سراح نور الذي سجن بتهمة التزوير في التوكيلات الخاصة بحزبه.
وطالبت الإدارة الأمريكية السابقة ورئيسها جورج بوش مصر مرارا بالإفراج عن نور، لكن مصر رفضت مبررة ذلك بأن قضاءها مستقل ولا تأثير للسلطة التنفيذية عليه.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد شنت هجوما عنيفا ضد الرئيس مبارك، وذلك بعد طلب الحكومة المصرية ترتيب زيارة لمبارك إلى واشنطن خلال أبريل المقبل.
وقالت الصحيفة إن أهم أسباب تلك القطيعة كان "إصرار بوش على تعزيز الحريات السياسية في مصر"، مشيرة إلى تزايد تعرض معارضي نظام الحكم في مصر إلى الاضطهاد.
وحثت الصحيفة الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما على التأكيد للقاهرة أن واشنطن لن تتساهل مع اضطهاد المعارضين في مصر، وأن الأجدى بمبارك أن يسقط التهم الموجهة إلى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أيمن نور، ليجد طلب زيارته ترحيبا في واشنطن.
وشككت الصحيفة في إمكانية قيام أوباما بإظهار غضبه لمبارك بشأن ما يحدث في بلاده من انتهاكات دائمة لحقوق الإنسان على أيدي قوات الشرطة، والتي سمح لها النظام باستخدام كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة في سبيل حمايته وإرساء قواعده.
ونافس نور (44 عاما) الرئيس المصري حسني مبارك في أول انتخابات رئاسية تعددية فتحت الباب أمام العديد من المرشحين عام 2005، لكنه حصل على أصوات أقل من مبارك بكثير، وإن كان جاء في المرتبة الثانية في السباق الذي خاضه عشرة مرشحين.
وبعد تلك الانتخابات بثلاثة أشهر اتهمه مدعون في القاهرة بتزوير توقيعات لتسجيل حزبه.
ويقول محللون إن السرعة التي تم بها تجريد نور من حصانته البرلمانية لتقديمه للمحاكمة تشير إلى أن الحكومة لا تريد التهوين من مدى التهديد السياسي الذي يمثله، ولكن الحكومة المصرية رفضت كل المزاعم القائلة إن المحاكمة لها دوافع سياسية.
المصدر
http://imbh.net/aldaftar/showarticle...articleID=1159