السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( الخف - الشبشب )
هذه موقف محكي صغير وبسيط جداً لكنه جداً مؤثر .
حينما أرتديت الشبشب او الخف (حجم كبير).. في طفولتي وانا بعمر 4 - او 3 سنوات كان احيانا ينقلب على وجهه .. ويصبح ظهره في السماء .. أول مرة حدث وانا في وعي بذلك .. كنت في المنزل .. أنقلب الخف على ظهره ثم فجأة قال لي الوالد رحمه الله أقلب الخف .. فأنا حسبت ان الامر يتعلق بالتنظيم فقط ولم اعقب أي ( ينبغي ان أجعل الخف في شكله المعتاد ظهره في الأرض وليس في السماء .. فعلت ذلك ووضعت الزوجين بجانب بعض وفي إتجاه مستقيم .. ثم بعد فترة أرتديته و أنقلب الخف على ظهره مرة ثانية بدون قصد .. ثم قال الوالد رحمه الله أقلب الخف .. في المرة الثالثة وحب الإستطلاع .. سئلت وقولت له لماذا علي دائما ان اعدل الخف وهو كل مرة ينقلب بدون قصد اثناء خلعه .. فقال لإن ظهره في السماء والله عز وجل في السماء ..
ثم انتهى الجواب .. كان هناك شغف بالمعرفة وهل ما قاله الوالد صحيح وهل هو يتفق مع العقل ام انه اكذوبة على الاطفال .. كنت من الاطفال التي من الصعب ان تتقبل أي شيء او يكذب عليها .. أردت ان اتحقق من الأمر.. وبعدها نظرت إلي السماء وكانت نظرة بها يقين بأن الله هو الذى خلق السماء وملك السماء وهو موجود فوق السماء .. ثم توالت الاحداث واصبح العقل ينموا واصبح المقارنة تزداد بزيادة المعرفة واصبح الوضع يرتبط بمواقف اخره كثيرة كلها تتفق مع عقل الإنسان البشري السليم وكلها تتفق مع الفطرة التي خلقنا الله عليه وقد كانت أشد من موقف الخف وأعظم ..
فعلمت وقتها أن المواقف الصغيرة و البسيطة يمكن ان تكون بوابة لمعرفة ما هو أكبر بل يمكن ان تكون بوابة عظيمة للمعرفة .
وان التعليم و التوجيه الأبوي حتى وان كان بكلمة بسيطة هو فرض على كل أب ورسالة وأمانة هو مؤتمن عليها ..
فنحن نجد الأن الكثير من الأباء الآن يستصغرون عقل الأطفال فيحنما يسئلوا سؤالاً يكون جوابهم ( حينما تكبر ) .. وهذه مصيبة تدل على عدم إدراك الأباء لمسئوليتهم تجاه ابنائهم .. حتى انهم يتوكلوا على المدرسة بأنهم في المدرسة سوف يتعلمون .. ولكن هذا إنكار لمسئولية الاب تجاه أبنائه ..
إن الله أمر أدم بأن يربي ويعلم أبنائه .. وأمر كل أب من زرية أدم بان يربي و يعلم أبنائه ويوجهم إلي الطريق الحق .. فكل طفل يلد على فطرة سليمة ولكن كثيراً من الاباء يفسدون فطرة ابنائهم بسبب عدم إدراكهم للمسئولية و الأمانة .. وتقصيرهم تجاه طاعة الله ..
وحينما ضل الأباء كانوا سبباً في تضليل الأبناء عن الحق وضل من بعدهم الأبناء ... فأرسل الله الرسل و الكتب لتذكير الإنسان بما خلقه الله من أجله .. وكأن أولهم نوح عليه السلام وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم .. وكانت الرسل و الكتب رحمه لكثير من الناس و كثيراً تكبروا عليها وأنكروها وودوا لو أنزل عليهم تلك الكتب .. لكن الله ينزل من فضله على من يشاء من العباد ..
أبنك أمانة في أعناقك فكن سبباً في هدايته ولا تكون سبباً في تضليله.. ( كلكم راع وكلكم مسئول عن راعيته .. )