السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منذ سنتين تقريباً اتصل بي معد برنامج كليك في فضائية أبو ظبي يسألني عن أسماء شركات الاستضافة العربية لأنهم يريدون إضافة تصويت لأفضل موقع استضافة عربي و المطلوب فقط أسماء 10 مواقع .
فماذا كانت النتيجة ؟؟
بعد بحث طويل لم نجد أكثر من 7 مواقع عربية للاستضافة ...
و تم نشر التصويت لأول مرة بسبعة مواقع بدلاً من 10 كما جرت العادة ...
و بيت القصيد مايلي :
ماذا لو أرادت أية قناة فضائية عربية اليوم تنظيم استفتاء بين مواقع و شبكات و شرطات الاستضافة العربية ؟؟
بصراحة ستجد أكثر من 1000 شركة إن لم أقل أكثر ...
و أعتقد أن كل القراء يوافقونني الرأي ...
ففي الماضي كان كل موقع ينشأ جديد كان يحرص على إضافة سجل للضيوف .. ،
أما اليوم فكل موقع أو صفحة شخصية تحرص على إضافة ركن أو زواية تحشر فيها كل أنواع السيرفرات و خطط الاستضافة ...
فما السبب ياترى في هذه الطفرة النوعية خلال مالايقل عن سنتين من عمر الإنترنت ؟؟
من الأسباب برأيي مايلي :
1 - تفشي االبطالة في وطننا العربي .
2 - كثرة المغفلين من مستخدمي الإنترنت ..
3 - مهارة بريق صفحات الإنترنت في إظهار خمسة صفحات هتمل بشكل يشبه فندق الشيراتون في فخامته ..
أضف إلى ذلك كله غياب ( أو انهيار ) في مستوى الأخلاق الحميدة و الوازع الديني .. و عدم الحرج من الكذب و التدليس في عرض بيانات صاحب الموقع من كونه فرد واحد وحيد ليرسم صورته أنه مالك لأكبر شركة في القارتين الأسيوية و الإفريقية و مابينهما ..
مما يدفع مستخدم الإنترنت للاطمئنان إلى الأسماء الرنانة أو المواصفات البراقة المنسوخة في هذه الصفحات ..
أخواني بعد هذه المقدّمة المختصرة سأحاول الدخول في التفاصيل فهذا الموضوع إن لم يتم تناوله من كافة الزوايا و أخذ كافة وجهات النظر بعين الاعتبار فسيبقى ناقصاً ..
و يبقى الكمال لرب العالمين .
أولاً : تفشي البطالة في بلاد العالم الثالث ..
كما نعلم فإن أعلى نسبة للبطالة في دول العالم تنحصر في دول العالم النامي ( المتخلفة ) و يعود هذا إلى أسباب كثيرة لامجال الآن إلى تفصيلها في موضوعنا هذا ، و تنقسم البطالة في الوطن العربي إلى قسمين :
القسم الأول : بطالة في الدول الفقيرة فترى الأبواب مقفلة في وجوه أصحاب أكبر الشهادات الجامعية نظراً لارتفاع مستوى عرض طلبات التوظيف نسبة إلى مستوى الوظائف الشاغرة في البلدان الفقيرة مايدفع إلى شيئين اثنين :
الأول : انخفاص في مستوى الدخل الفردي لمن يجد فرصة عمل مناسب ...
الثاني : فقر مدقع يعاني منه من لايجد عملاً مناسباً يدفعه إلى الانحراف ، و طبعا الانحراف يبقى على عدة مستويات منها الانحراف الفاحش و منها الانحراف المستتر الخجول..
و كما قال الإمام عليّ كرّم الله وجهه : لو كان الفقر رجلاً لـ قتلته .
نظراً لأن الفقر من أهم أسباب اتحراف المجتمعات و تدهورها في كافة مجالات الحياة ..
القسم الثاني : بطالة في الدول غير الفقيرة ( أو الغنية ) .
هنا نجد أسباباً جديدة لانراها في الدول الفقيرة تؤدي إلى البطالة ...
فالوباء العضال الذي يسيطر على هذه الدول ( غير الفقيرة ) هو العمالة الوافدة ..
إضافة إلى ذلك كثير من الجشع لدى أصحاب رؤوس الأموال و رجال الأعمال ، فترى أحدهم يوازي بين راتب موظف يأتي به من باكستان مثلاً ، حيث يدفع له مايعادل 200 دولار شهرياً و ربما أقل من جهة ، و بين أن يأتي بموظف من بلده لا يقبل بأقل من 600 إلى 2000 دولار حسب المستوى الوظيفي و المهني و الاختصاص ..
أضف إلى ذلك أن قوانين البلد قد تتساهل حين يظلم رب العمل ذاك الموظف الوافد ، فيما قد لاتتساهل معه في حال أساء أو غمط الموظف المواطن حقه .
و لذلك حين تتجول في هذه الدول قد لاتتفاجأ حين تجد 50% على الأقل من الذين تقابلهم فيها من الوافدين سواء العرب أو من غير العرب ..
طبعا هذه العمالة الوافدة كانت في فترة ما سابقة ضرورية جداً بل لابدّ منها في انتظار ارتفاع المستوى التعليمي و الثقافي لدى الجيل الصاعد ، و لكن هذه المسيرة سارت دون توجيه لتتحول شيئاً فشيئاً إلى عبء تشتكي منه الدولة و الجيل الأول و الثاني والثالث الذين صاروا مهيئن ليحلوا محل هذه العمالة الوافدة ..
وهذا أدى حتماً إلى تضخم في مستوى البطالة بين المواطنين في سن الشباب ، و في نفس الوقت تضخم كبير في مستوى العمالة الوافدة و اخفاض غير معقول في مستوى الرواتب و الأجور المعروضة لمن يبحث عن عمل حتى ولو كان يحمل أعلى درجات الثقافة و خريج أكبر الجامعات .
و الآن لننظر إلى جيوش العاطلين عن العمل في البلدان الفقيرة ماذا يفعلون ؟؟
النسبة الكبيرة منهم ليس لديهم كلمة أو أمل إلا السفر إلى أي بلد غربي للعمل حتى ولو في غسل أواني المطبخ في أصغر مطاعم قبرص أو اليونان ..
و أما جيش العاطلين عن العمل في الدول غير الفقيرة فيجد حرجاً من قبول وظيفة أو عمل بمرتب متواضع بعدما قضى سنوات و سنوات خارج وطنه في الدراسة و الاختصاص ...
و في هذا الجو المسموم ( دخل الإنترنت إلى البلاد العربية فقيرها و غنيها ) .
...............
للحديث تتمة بإذن الله .
و السلام عليكم
عماد الدين