ورحل عالم عنيزة بعدما ملأ الدنيا علما ـ بقلم الشيخ محمد المنجّد الحمد لله الحي الذي لا يموت والجنّ والإنس يموتون ، وصلى الله على نبينا محمد الذي خاطبه ربه بقوله : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) . عظمت مصيبة الإسلام وأهله هذا اليوم الخامس عشر من شوال من عام 1421 بوفاة العلامة الشيخ الفقيه الكبير محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة . وكان الشيخ يعاني من المرض الخطير مرض السرطان الذي ألزمه الفراش ، وبسببه رَحَل ; فيما نرجو أن يكون شهادة له عند ربه . وكان رحمه الله في أيامه الأخيرة ملازما ذكر الله وقراءة القرآن حتى دخل في غيبوبة عند الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم وتوقف قلبه ونفَسَه في الساعة السادسة إلا عشر دقائق قبل المغرب . رحل رحمه الله وقد ملأ الدنيا علما ، فلا يكاد يوجد كتاب مهم لطلبة العلم إلا وقد شرحه ، وكان رحمه الله زاهدا في الدنيا كما يظهر من حاله ولباسه حريصا على نفع الخلق مشتغلا بتدريسهم حتى في فترة مرضه بل كان يكره إعطاءه المسكّنات لئلا تُشغله عن درسه وعن قيام الليل . وسيصلى عليه بمشيئة الله بعد صلاة العصر يوم غد الخميس في المسجد الحرام ولعله يوارى قريبا من شيخه عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمهما الله رحمة واسعة ورفع درجتيهما وأعظم أجورهما وجزاهما عن الإسلام وأهله خير الجزاء وعوّض المسلمين خيرا ، وإنا لله وإنا إليه راجعون . محمد صالح المنجد