لغز متاجر البرامج المتخصصة: نظرة فاحصة على التجربة العربية .. (الجزء الثالث)

طارق منصور, و فريق عمل آي فون إسلام, يقدمان أحد هذة الأمثلة التي تتلائم حرفيا مع موضع حديثنا في هذة المجموعة من المقالات, فهم خاضوا و لا يزالون يخوضون التجربة كاملة, مطورون اعتزلوا أعمالهم بهدف الإقدام على تجربة البرمجة و التطوير لأحد متاجر البرامج المتخصصة بتفرغ كامل على أمل تكوين شركة فعلية مستقلة تجني دخلها بالكامل من تطوير التطبيقات, فكيف كانت تجربتهم حتى الآن …

أحمد جبر: متى بدأت في تطويرالتطبيقات للآي فون ؟؟ و ماذا كان أول ما طورته ؟

طارق منصور: في بداية الأمر كنت مطور برامج ويندوز أعمل في مجال التطبيقات الخدمية  Windows Utilities Software وكانت معظم تطبيقاتي بلغة باسكال ديلفي, وبعد شراء الأي-فون والبدأ في موقع أي-فون إسلام رأيت انه يجب تعلم تطوير برمجة الأي-فون لعمل برامج إسلامية لهذا الجهاز الذي توقعت له الإنتشار الكبير فحين قمت بأستخدامه لأول مرة قلت في نفسي هذا ما يجب ان يكون عليه الهواتف وهذا هو أول هاتف لي حقيقي. برغم من امتلاكي لمعظم هواتف ويندوز ونوكيا. وبالطبع حبي للأي-فون ولنظامه شجعني ان ابدأ التطوير والتعلم وكان اول برنامج لي مجرد تعديل علي برنامج أجنبي وقد اسميته Coin In Phone  وكان ذلك في 2007/11/20

ثم قمت بتطوير اول برنامج كامل حقيقي مفيد وهو أي موون iMoon  آي-موون في 2007/12/28 ويعمل علي اظهار شكل القمر والتاريخ الهجري والتحويل من ميلادي الي هجري ويعتبر من اول البرامج التي تمت بأيدي عربية بالكامل.

وبعدها توالت البرامج وبالطبع كل هذا قبل إصدار حزمة التطوير من أبل وكان تطوير البرامج وقتها للأيفون عمل شاق لكن بتوفيق من الله تم إنجاز عدة برامج اهمها إلي صلاتي برنامج التنبيه للصلاة في 2008/04/05

أ.ج. : ما هو أول التطبيقات التي تم قبولها في متجر البرامج و التي تم تطويرها من جانبكم ؟ و ما هي وظيفته ؟ و متى كان ذلك ؟ و كم عدد النسخ التي تم توزيعها من هذا التطبيق ؟

ط.م. : أول تطبيق لنا في متجر البرامج هو أي-أذكار و حتي الأن برغم قدمه في متجر البرامج فهو من أكثر البرامج شعبية وقد تم نشره لأول مرة في 2009/01/03. للأسف لا اعلم طريقة لمعرفة أرقام التنزيل لكل هذه المدة ولكن في الوقت الحالي يتم تنزيل البرنامج 6000 مرة شهرياً

أ.ج. : ماهو أول تطبيق تجاري – مدفوع – قمتم بطرحه في متجر البرامج ؟ ما هي وظيفته ؟ و كم كان سعره ؟ و متى تم طرحه ؟ و ماهو عدد النسخ المباعة (إن أمكن) ؟

ط.م. : في بداية أي-فون إسلام لم يكن الغرض من الموقع هو الربح وكان الموقع فقط مساهمة لزيادة وعي المستخدم العربي بنظام تشغيل الأي-فون وعمل تطبيقات إسلامية. لكن بعد ان توسع الموقع واصبحت تكلفته كبيرة تم انشاء تطبيقات لزيادة دخل الموقع من ثم تحويله الي شركة مع الحفاظ علي الاهداف الأساسية, وكان من اهم مصادر الدخل للموقع تعريب الأي-فون والأن تطبيقات متجر البرامج. وكان أول تطبيق تجاري غير مجاني هو النتيجة الإسلامية المطورة

البرنامج يعمل مثل برنامج iMoon وقد تم تطويره ليناسب الروح الجديدة لمتجر البرامج ووظيفته الاساسية التحويل بين التاريخ الهجري والميلادي وبالعكس ومميزات اخرى عديدة مثل عرض المناسبات الإسلامية

أ.ج. : هل واجهتم مشكلات تذكر مع سياسة قبول و نشر التطبيقات في متجر البرامج ؟ و ما هي طبيعة هذة المشكلات في حال وجودها ؟

ط.م. : المشكلة الوحيدة الذي قابلتنا مع أبل هو اسم موقع أي-فون إسلام ومتجر البرامج لدينا كان بأسم  iPhoneIslam  ووافقت عليه ابل في البداية ولكن ربما لأننا كنا من اوائل المشتركين في متجر البرامج فلم تكن هناك سياسة عدم استخدام العلامات التجارية المسجلة بعد. لكن بعد فترة قامت ابل بمراسلتنا والإتصال بنا وكانو في منتهى الذوق والأدب واعطونا فرصة تغير اسم متجر البرامج فأخترنا i4Islam فهو قريب من iPhoneIslam

وواجهنا نفس المشكلة مع برنامج أي-فون إسلام البرنامج الأخباري المعروف للموقع ولكن هذه المرة كسبنا نحن ولم نغير الأسم ببساطة لأنه بالعربية, لكن من الواضح ان هناك اشخاص يعلمون العربية جيداً ومطلعين علي السوق العربي يعملون في أبل. وهذا شعرنا به من خلال التعامل مع أبل.

أ.ج. : ما هو أكثر تطبيقاتكم توزيعا من حيث عدد النسخ التي تم تحميلها ؟
ط.م. : طبعاً البرامج المجانية تكون اكثر توزيعاً واكثر برامجنا تنزيلاً هو برنامج المصحف الذي يقدر عدد التنزيل له شهرياً بـ 30 الف نسخة

أ.ج. : هل قمت بتجربة التطوير لمنصات أخرى أو أنظمة أخرى ؟؟ و كيف تقارن تجربتك الحالية مع الآي فون مع هذة المنصات و الأنظمة ؟

ط.م. : طبعاً نخطط للدخول في عالم اندرويد ولدينا بالفعل برنامج iAzkar في متجر اندرويد والذي وصل عدد تنزيله الي 6000 نسخة كما نخطط لافتتاح موقع اندرويد إسلام بشكل كامل في نصف العام المقبل ان شاء الله

اما بخصوص مقارنة الأي-فون باندرويد او اي منصة اخرى من حيث فرصة التطوير والإقبال علي البرامج, فتجربتي الشخصية هي أن لا مقارنة في الوقت الحالي خاصة بالنسبة لعالمنا العربي فكما ترى تنزيلات برنامج iAzkar  في اندرويد منذ ان تم نشره تساوي تنزيلات نفس البرنامج في شهر واحد علي الأي-فون, ايضاً ادوات التطوير التي تقدمها أبل رائعة جداً ولا تقارن بأي ادوات تطوير تقدمها المنصات الاخرى.

أ.ج. : ما تقييمكم لقضية قرصنة تطبيقات الهواتف المحمولة ؟؟ و هل تأثرتم فعليا بهذا الأمر ؟ و ما مدى هذا التأثير ؟

ط.م. : قرصنة التطبيقات امر واقع في كل العالم, لكن في عالمنا العربي الأمر يزداد سوء ويضر المطورين بشكل كبير والخاسر هو المواطن العربي لأن المطور ببساطة يتجه للأسواق الاجنبية ويترك المستخدم بدون برامج موجهة له, انظر الي متجر برامج الأي-فون حتي الأن لا يوجد برامج تعليمية للأطفال جيدة كما يوجد في العالم الغربي لا يوجد العاب عربية جيدة لا يوجد برامج خدمية عربية. لو لم تكن القرصنة في عالمنا العربي بهذا الحجم لقام المطورين بتطوير برامج للوطن العربي وموجه اكثر لنا.

للأسف البعض ينسى ان تطوير البرامج مهنة ويظنها هواية و برغم ان لدينا ثلاث برامج فقط تجارية وكل برامجنا الاخرى مجانية الا ان المستخدم العربي دائماً يلجأ الي القرصنة وعدم تشجيع المنتج العربي. نأمل ان يتغير هذا الوضع قريباً.

أ.ج. : علمنا أخيرا أنكم تنوون ترك أعمالكم اليومية و التفرغ لتطوير تطبيقات الآي فون بدوام كامل, السؤال الذي يراود الكثيرين و الذي نحاول إجابته خلال هذة السلسلة من المقالات بالأساس هو .. هل يمكن للشباب العربي أن يأسس لنفسه عمل مستقل كمطور لتطبيقات الهواتف المحمولة بتفرغ كامل و يجني ما يعينه على نفقات الحياة من هذة الوظيفة ؟؟

ط.م. : تطوير البرامج للأجهزة المحمولة في الفترة الحالية يعد من أكثر الأعمال ربحاً لكن مع زيادة المنافسة اصبحت جودة التطبيق وفائدته من ضمن عوامل النجاح. اي شاب عربي يريد العمل مستقلاً هذه فرصة كبيرة له ليس فقط في نظام الأي-فون بل أندرويد و ويندوز موبيل و بالم و بادا وغيرها من انظمة التشغيل المحمولة، لكن بالطبع يحتاج الي افكار جيدة وتنفيذ جيد.

اما بخصوص العمل في شركات ففي الوقت الحالي مطورين المنصات المحمولة وخاصة الأي-فون يجنون افضل الرواتب وذلك لندرتهم وحين اعلنا عن طلب مطورين للعمل في أي-فون إسلام تقريباً لم نجد اي مطور أي-فون محترف وحتي المبتدأين قليل جداً. ولذلك اشجع اي شاب عربي علي الإقدام وتعلم المهارات الجديدة التي يتطلبها السوق الحالي.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر