في إجازة قصيرة لي الاسبوع الماضي ، اخترت أن اقضيها في احدى المدن السياحية في البحر الاحمر ، وهي مدينة تعج بالسائحين من مختلف دول العالم ، تأكدت من مدى نجاح وسائل التواصل الاجتماعي من التغلغل في قلوب وعقول البشر من أربعة أنحاء الكرة الارضية.
اهتتمت ، رغم شغفي بالاجازة ، بمتابعة الانماط السلوكية لعشرة جنسيات غير عربية على الاقل ، لم يجمع بينها سوى الاستمتاع بالتصوير عبر الهواتف الذكية ، تقريبا .
لم تعد متعة البشر في تذوق الطعام ، ولكن تصويره لنشره على انستجرام.
لم يعيد يثير الناس منظر طبيعي بديع من صنع الخالق جل شأنه ، ولكن يثيرهم أكثر التقاط صورة له لايصالها الى شبكة الفيس بوك .
لم يعد مهما الاستمتاع بأناقة ما ، أكثر من الاستمتاع بلقطة سيلفي تكون هي البطل ، والمحور والحكاية والرواية .
كيف تغير البشر الى هذه الطريقة ، كيف أصبحت الحياة بين قوسي الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية ؟ كيف نجحت أفكار مؤسسي هذه الشبكات في فرض كلمتها على ملايين وربما مليارات البشر .
تخيلت للحظة الحياة في وقت ما بدون انترنت وبدون تواصل اجتماعي او هواتف ذكية او صوت التنبية الشهيرالخاص بها ، وقارنت بينها وبين هذه الايام …
شاركني برأيك …
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
